المعنى أولى من المحافظة على اللفظ ، ورد بأنه لا نظير له ونظير الأول المضارع الواقع بعد لو ؛ إذ المعهود للحروف قلب المعاني لا قلب الألفاظ ولم أقيد لما بالجازمة للاستغناء عنه ؛ إذ لا يدخل على المضارع سواها أو لو الشرطية نحو : (وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النَّاسَ) [النحل : ٦١] ، أو إذ نحو : (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ) [الأحزاب : ٣٧] أي : قلت ، أو ربما نحو :
٨ ـ ربّما تكره النّفوس من الأم |
|
ر له فرجة كحلّ العقال |
أو قد التقليلية نحو :
٩ ـ قد أترك القرن مصفرّا أنامله |
|
... |
بخلاف ما إذا كان لم تكن للتقليل أو كان خبرا لباب كان نحو : كان زيد يقوم ، قال ابن عصفور : أو صحب لما الجوابية نحو : لما يقوم زيد قام عمرو ، قال أبو حيان : ويحتاج إثبات ذلك إلى دليل من السماع ، أي : في جواز وقوع المضارع بعدها ؛ إذ المعروف أنها لا تدخل إلا على ماضي اللفظ والمعنى كما سيأتي.
وما عطف على حال أو مستقبل أو ماض أو عطف عليه ذلك فهو مثله ؛ لاشتراط اتحاد الزمان في الفعلين المتعاطفين نحو : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ) [الحج : ٦٣] ، أي : فأصبحت الأرض ، وقوله :
١٠ ـ ولقد أمرّ على اللئيم يسبّني |
|
فمضيت ثمّت قلت لا يعنيني |
أي : مررت.
قال أبو حيان : ومن القرائن المخلصة للحال وقوعه في موضع نصب على الحال نحو : جاء زيد يضحك.
__________________
٨ ـ البيت من الخفيف ، وهو لأمية بن أبي الصلت في ديوانه ص ٥٠ ، والأزهية ص ٨٢ ، ٩٥ ، وحماسة البحتري ص ٢٢٣ ، والخزانة ٦ / ١٠٨ ، ١١٣ ، ١٠ / ٩. وشرح أبيان سيبويه ٢ / ٣ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٧٥٠.
٩ ـ البيت من البسيط ، وهو لعبيد بن الأبرص في خزانة الأدب ١١ / ٢٧٤.
١٠ ـ البيت من الكامل ، وهو لرجل من بني سلول في شرح التصريح ٢ / ١١ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٣١٠ ، والكتاب ٣ / ٢٤ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٥٨ ، ولشمر بن عمرو الحنفي في الأصمعيات ص ١٢٦ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ١٠٤٨.