محمّد بن العباس بن حيّوية ، أنا أبو بكر محمّد بن خلف بن المرزبان إجازة ، ثنا أبو إسماعيل المديني ، حدّثني إسماعيل بن يعقوب ، حدّثني أبو سمح الفزاري ، قال : قال ابن ميادة : إني لأعلم أقصر يوم مرّ عليّ من الدهر قيل : وأي يوم ذلك يا أبا شرحبيل؟ قال : يوم جئت فيه أم جحدر باكرا فجلست بفنائها تحدّثني وأحدثها ودعت لي بعسّ (١) من لبن ، فأتيت به فوضعته على يدي وهي تحدّثني ، فكرهت أن أقطع كلامها وحديثها إن (٢) شربت ، فما زال القدح على راحتي وأنا أنظر إليها حتى فاتتني صلاة الظهر [وما شربت](٣).
وفي حديث سيّار بن نجيح المزني : فقامت فصبّت من شن لها فيه لبن في عسّ مخضوب بالحنّاء فو الله ما ألقمته نفسي ، ولا علمت أنه معي حتى صاحت بي عجوز يا ابن ميادة ألا تصلّي لا صلّى الله عليك ، وتروح فقد أطل رواح الرجال ، فرحت ، وما أظن إلّا أني في أول البكرة.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وغيره عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر محمّد بن العباس بن حيّوية ، أنا أبو بكر محمّد بن خلف بن المرزبان ، أخبرني عبد الله بن شبيب ، أخبرني محمّد بن إسماعيل الجعفري ، حدّثني حكيم (٤) بن طلحة الفزاري ، حدّثني سيّار بن نجيح ، قال : كان ابن أخت من كلب يقدم على أمه فجاءنا يستعيننا قال : فسرق له في بني مرّة حتى بقي علينا ابن ميّادة فجئنا فسألنا عنه فقالت لنا امرأة : هناك ذهب أمس في القبلة ، قال سيّار : فعلمت أنه ذهب في اتباع أمة (٥) بني سهيل ـ قوم من بني حرة ـ قال : فعتب في؟؟؟ عا؟؟؟ ه (٦) أثار الرجل يوما وليلة ، قال : فوقعنا عليه في قرارة (٧) بيضاء ، قد جعت (٨) بحرّة سوداء وإذا غنم سود وبيض ، وإذا حمار ابن ميّادة
__________________
(١) العس : القدح الضخم.
(٢) بالأصل : «إني» والصواب عن الأغاني.
(٣) الزيادة يقتضيها السياق عن الأغاني ٢ / ٢٧٩.
(٤) في الأغاني : «حكم» وفي نسخة «حكيم».
(٥) بالأصل : «أمر» والمثبت عن الأغاني.
(٦) كذا رسمها ، والعبارة غير واضحة بالأصل وم ، وفي الأغاني : فخرجنا في طلبه ، فوقعنا عليه ...
(٧) القرارة : المطمئن من الأرض.
(٨) كذا بالأصل وم ، والعبارة في الأغاني : قرارة بيضاء بين حرتين ، وفي القرارة غنم من الضأن سود وبيض ...