قال (١) : وحدّثني محمّد بن معروف ، أخبرني الفضل بن الربيع ، عن أبيه قال : لما بلغ أمر (٢) محمّد وإبراهيم من (٣) أبي جعفر ما بلغ خرجت يوما من عنده ـ أو من بيته ـ أريده فإذا أنا برجل قد دنا [مني] فقال : أنا رسول رياح إليك يقول لك : قد بلغني أمر محمّد وإبراهيم وادّهان الولاة في أحدهما (٤) وإن ولاني أمير المؤمنين ضمنت له احدهما (٥) وإن أظهرهما قال : فأبلغت ذلك أمير المؤمنين ، فكتب إليه بولايته وليس بشاهد.
قال عمر [بن شبة] : حدّثني أيوب بن عمر ، حدّثني الزبير بن المنذر مولى آل عبد الرّحمن بن العوام ، قال : قدم رياح بن عثمان ، فقدم معه حاجب له يكنى أبا البحتري وكان لأبي صديقا أيام الوليد بن يزيد ، قال : وكنت آتيه لصداقته لأبي فقال لي يوما : يا زبير إن رياحا لما دخل دار مروان قال : هذه دار مروان؟ أما والله انها لمحلال مظعان قال : فلما انكشف الناس عنه أو عبد الله ـ يعني ابن حسن ـ محبوس في قبة الدار التي على الطريق إلى المقصورة حبسه فيها زياد بن عبيد الله ، قال لي : يا أبا البختري خذ بيدي ندخل على هذا الشيخ ، وأقبل متكئا عليّ حتى وقف على عبد الله بن حسن ، فقال : أيها الشيخ إن أمير المؤمنين والله ما استعجلني (٦) لرحم قريبة ولا ليد سلفت إليه ، والله لا لعبث بي كما لعبت بزياد وابن القسري ، والله لأرهقن نفسك أو لتأتيني بابنيك محمّد وإبراهيم ، قال : فرفع إليه رأسه ، قال : نعم أما والله إنك لأزيرق قيس المذبوح فيها كما تذبح الشاة. فقال أبو البختري : فانصرف والله رياح آخذ بيدي ، أجد برد يده ، وإن رجليه ليخطان مما كلمه ، قال : قلت : لأن هذا والله إنما اطّلع على الغيب ، قال : إيها ويلك ، فو الله ما قال إلّا ما سمع قال : فذبح والله ذبح الشاة.
قال عمر [بن شبة] : وحدّثني (٧) محمّد بن يحيى ، حدّثني الحارث بن إسحاق ، قال : ذبح ابن خضير رياحا ولم يجهز عليه ، فجعل يضرب برأسه الجدار حتى مات وقتل
__________________
(١) تاريخ الطبري ٧ / ٥٣٢.
(٢) بالأصل : «أبو» والصواب عن تاريخ الطبري.
(٣) بالأصل «بن» والصواب عن الطبري.
(٤) بالأصل : «أحدها». والصواب عن الطبري.
(٥) بالأصل : «أحدها». والصواب عن الطبري.
(٦) الطبري : استعملني.
(٧) تاريخ الطبري ٧ / ٥٩١.