الصّدّيق كان من أعبر الناس للرؤيا فأتاه ربيعة بن أمية بن خلف ، فقال : إني رأيت في المنام كأني في أرض معشبة مخصبة إذ خرجت منها إلى أرض مجدبة كالحة ، ورأيتك في جامعة من حديد عند سرير ابن أبي الحسن (١) ، فقال أبو بكر : أمّا ما رأيت لنفسك ، فإن صدقت رؤياك فستخرج من الإيمان إلى الكفر ، وأمّا ما رأيت لي فإنّ ذلك دينه جمعه الله لي في أشدّ الأشياء ، السرير ، وذلك يوم الحشر ، قال : فشرب ربيعة الخمر في زمان عمر بن الخطاب ، فهرب منها إلى الشام وهرب منها إلى قيصر ، فتنصر ومات عنده نصرانيا ، وقد روي نحو هذا المنام عن صهيب.
أخبرناه أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا أبو بكر الشافعي ، نا بشر بن موسى بن صالح الأسدي ، نا الحميدي ، قال : قال سفيان : وثنا حصين بن عبد الرحمن ، قال : وأتي صهيب في النوم : كأن أبا بكر في جامعه وهو موثق إلى دار أبي الحشر ، فلما أصبح لقي أبا بكر فسلّم عليه أبو بكر فلم يردّ عليه صهيب ، فقال : يا صهيب أسلّم عليك فلا تردّ علي ، فقال : دعني ، قال : لتخبرني فأخبره ، فقال أبو بكر : الله أكبر ، جمع لي أمري إلى يوم الحشر ، قال الحميدي : الغل يكره والجامعة نسخت.
حدّثني أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو حامد الأزهري ، أنا محمد بن عبد الله ، أنا أحمد بن محمد بن الشرقي ، نا محمد بن يحيى ، نا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن الزهري ، عن ابن المسيّب ، أن عمر غرّب ربيعة بن أمية بن خلف في الخمر إلى خيبر فلحق بهرقل فتنصر ، فقال عمر : لا أغرّب بعده أحدا أبدا (٢).
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنبأ أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار ، قال في تسمية ولد أمية : ربيعة بن أمية لحق بالروم وتنصر.
__________________
(١) في المختصر : «ابن أبي الحشر» وفي الإصابة ١ / ٥٣١ عند سرير إلى الحشر.
(٢) الإصابة ١ / ٥٣١.