صالحا ـ فوفق (١) لي أبو بكر فكان ينيمني على فراش له ويلبسني كساء له من أكسية فدك ، فإذا أصبح لبسه فكان لا يلتقي طرفاه حتى يخلله بخلال. فقالت هوازن لأبي بكر (٢) : علمني شيئا ينفعني الله به ولا تطول عليّ فأنسى قال : اعبد الله ولا تشرك به شيئا ، وأقم الصلاة ، وتصدّق إن كان لك مال ، وهاجر دارك (٣) فإنها درجة العمل ، ولا تأمر على رجلين ، قلت : أليس ترغب في الإمرة في ذكرها وما يصاب منها؟ قال : إن الناس دخلوا في الإسلام طوعا وكرها وهم دعاة الله ، وعوّاذ الله ، وفي ذمة الله ، فمن ظلم منهم فإنما يخون الله (٤).
قال : أنا قاسم حدّثناه محمّد بن المثنى ، ثنا عبد الصمد ، نا أبي ، عن محمّد بن جحادة مثله ، كذا قال ابن جحادة سليمان الأحول ، وإنما هو سليمان بن ميسرة الأحمسي.
أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد بن طاوس ، أنبأ عاصم بن الحسن بن محمّد ، أنا عبد الواحد بن محمّد الفارسي ، نا عبد الله بن أحمد بن إسحاق الجوهري ، نا عبد الله بن محمّد بن سعيد بن الحكم بن أبي مريم ، نا محمّد بن يوسف الفريابي ، نا إسرائيل بن يونس ، نا إبراهيم بن المهاجر ، عن طارق بن شهاب ، عن رافع بن عمرو الطائي ، قال : بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم عمرو بن العاص على جيش السلاسل (٥) وبعث معه في ذلك الجيش أبا بكر وعمر وسراة أصحابه ، فانطلقوا حتى أتوا جبلي طيّئ فقال عمرو بن العاص : انظروا رجلا دليلا يجتنب بنا الطريق ، فيأخذ بنا المفاوز فقالوا : ما نعلمه إلّا رافع بن عمرو فإنه كان ربيلا في الجاهلية ـ قال : فسألت طارقا من الرّبيل؟ قال : اللص الذي يعدو على القوم وحده فيسرق ـ قال رافع : فلما غدا بنا انتهينا إلى المكان الذي خرجنا منه فتوسمت أبا بكر فأتيته فقلت : يا صاحب الخلال (٦) ، توسمتك
__________________
(١) إعجامها بالأصل مضطرب نميل إلى قراءتها : «فوقف» والمثبت عن الإصابة وم.
(٢) كذا بالأصل : «فقالت هوازن لأبي بكر» وفي الإصابة : فقلت له.
(٣) الإصابة : وهاجر دار الكفر.
(٤) انظر سيرة ابن هشام ٣ / ٢٧٣.
(٥) ماء بأرض جذام ، يقال له السلسل ، وبه سميت الغزوة ذات السلاسل (سيرة ابن هشام ٣ / ٢٧٢).
(٦) ورد في القاموس (خلل) : وذو الخلال : أبو بكر الصّدّيق رضياللهعنه ، لأنه تصدّق بجميع ماله وخلّ كساءه بخلال.
وخل الكساء : شدّه بخلال ، والخلال : عود ج أخلة (قاموس).