حيدرة (١) بن أحمد ، قالوا : أنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي ، نا ابن عائذ (٢) قال : وقدم علينا في يوم الخميس مستهل جماد الأول ـ يعني سنة سبع وعشرين ومائتين ـ وواقع أهل المرج وكفر بطنا (٣) وجسرين (٤) وسقيا وقرى حرش ومن ضوى إليهم يوم الأحد لأربع خلون من جماد الأول فأصيب من الناس جماعة كثيرة.
قرأت بخط أبي الحسين الرازي ، أخبرني بكر بن عبد الله بن حبيب ، نا علي بن حرب ، قال : ولي الواثق الخلافة وأبو العباس أمير دمشق من قبل المعتصم ، وقد اقتس البلد وحوصر أبو المغيث وكان رجاء الحضاري بالرّقّة ، وقد بلغه وفاة المعتصم فكتب إليه هارون الواثق يأمره أن ينفذ إلى دمشق فصار إلى دمشق فلم يهج أحدا ونزل بدير المرّان والقيسية معسكرين بمكانهم بمرج راهط فأقام ثلاثا ثم وجه إليهم يسألهم الرجوع إلى طاعة السلطان فامتنعوا من ذلك إلّا بعزل أبي المغيث عنهم فواعدهم رجاء الحرب بدومة يوم الاثنين ، وأظهر ذلك في العسكر فلما كان صبيحة الأحد خرج إليهم في مجمع عسكرهم بكفربطنا وهي لقيس وكان جمهور عسكرهم خرج إلى دومة فوافاهم رجاء حلوف قد تفرقوا فوضع فيهم السيف ، وناوشوه القتال فقتل منهم ألف وخمسمائة رجل ، وقتلوا الأطفال وخرجوا (٥) النساء واشتغلوا بالنهب صار الناس من النواحي فقتل ابن عمّ رجاء في ثلاثمائة رجل من الجند قتله مزيد فانحار إلى معسكره وخرج مزيد وابن بهيس حتى دخلا البرية فأما مزيد فأخذه قوم من اليمن فأتوا به رجاء ، فضرب رجاء عنقه بابن عمه ولحق ابن بيهس (٦) بقومه بحوران وفرض رجاء من أهل دمشق مكان من أصيب من عسكره ثلاثمائة رجل وصار إلى الأردن (٧) إلى المبرقع فهزمه وقتل أصحابه وأخذه أسيرا.
__________________
(١) بالأصل : «حيدة» والمثبت عن م.
(٢) بالأصل : عائد.
(٣) من قرى غوطة دمشق.
(٤) من قرى غوطة دمشق.
(٥) كذا بالأصل وم.
(٦) بالأصل : «ولحق من؟؟؟ هش» كذا ، والصواب ما أثبت.
(٧) في الكامل لابن الأثير : فلسطين.