قال زياد : فخرجت ، واتّبعني ابن هبيرة ، فوضع يده بين منكبيّ ، وقال : والله يا أخا بني الحارث ، والله ما كان كلامي إياك إلّا هفوة ، وإن كنت لأربأ بنفسي عن ذلك ، ولقد سرني إذ لقّنت عليّ الحجة ليكون ذلك لي أدبا (١) فيما أستقبل ، وأنا لك بحيث تحب ، فاجعل منزلك عليّ ، ففعلت ، فأكرمني وأحسن منزلتي.
قال ابن دريد : والبيتان ليزيد بن معاوية ، وذلك أنه حمل قردا على أتان وحشية فسبق بينهما وبين الخيل.
وهذه الرواية أصح ، فإن زيادا لم يدرك عبد الملك بن مروان.
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن ، أنا محمد بن علي السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق النهاوندي ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خياط ، قال (٢) : مات داود ـ يعني ابن علي ـ واستخلف ابنه موسى بن داود يعني على مكة فعزله أبو العباس وولّى خاله زياد بن عبيد الله (٣) الحارثي مع المدينة والطائف فولاها زياد بن عبيد الله ابن أخيه علي بن الربيع حتى مات أبو العباس. وأقر عليها أبو جعفر زياد بن عبيد الله الحارثي ، مع ولاية المدينة ثم عزله سنة إحدى وأربعين ومائة ، وولّى العباس بن عبد الله بن معبد بن عباس ، وأقام الحج ـ يعني سنة ثلاث وثلاثين ومائة ـ زياد بن عبيد الله الحارثي (٤).
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا محمد بن هبة الله ، أنا محمد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، قال : قال يحيى : ثم حج زياد بن عبيد الله الحارثي سنة ثلاث وثلاثين ومائة.
قال يعقوب : وحج بالناس سنة ثلاث وثلاثين ومائة زياد بن عبيد الله بن عبد الله بن عبد المدان ، قال يعقوب : وفيها ـ يعني (٥) سنة خمس وثلاثين ومائة ـ عزل زياد بن عبيد الله الحارثي عن مكة وحدها وولي العباس بن عبد الله بن معبد بن
__________________
(١) بالأصل : «أذنا» والمثبت عن الجليس الصالح.
(٢) انظر تاريخ خليفة ص ٤١٢ تسمية عمال أبي العباس مكة والمدينة.
(٣) بالأصل : عبد الله.
(٤) انظر تاريخ خليفة ص ٤٣٠ تسمية عمال أبي جعفر المدينة.
(٥) عن هامش الأصل.