العباس (١) ، وفي سنة ثمان وثلاثين حج بالناس الفضل بن صالح بن علي ، وعلى مكة والمدينة زياد بن عبيد الله الحارثي ، وخرج أبو جعفر حاجا يعني سنة أربعين ومائة وأحرم من الحيرة (٢) ، وأقام للناس الحج وعلى المدينة ومكة زياد بن عبيد الله الحارثي ، وفي هذه السنة ـ يعني سنة إحدى وأربعين ـ عزل زياد بن عبيد الله عن المدينة ومكة ، واستعمل على المدينة محمد بن خالد بن عبد الله القشيري (٣).
قرأت على أبي غالب وأبي عبد الله ابني (٤) البنا ، عن محمد بن محمد بن مخلد ، أنا محمد بن خزفة (٥) عن (٦) محمد بن الحسين الزّعفراني ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة ، نا الحزامي ـ يعني إبراهيم بن المنذر ـ حدّثنا أبو ضمرة ، قال : بعث زياد بن عبيد الله إلى عبيد الله بن عمر فاستعمله على راعية مكة ، قال : فخرج عبد الله حين نزل قديدا وأمر صالحا : فصاح من كان عنده لله حق فليأتنا. قال شيخ كبير : ما سمعت هذا الكلام بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، أرسله إلينا عثمان بن عفان حتى كان اليوم.
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمد الحسن (٧) بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم الجلّاب ، نا الحارث بن أبي أبي أسامة ، نا محمد بن سعد ، أنا محمد بن عمرو ، قال دعا زياد بن عبيد الله الحارثي ابن أبي ذئب استعمله على بعض عمله ، فأتى فحلف زياد ليعملن ، فحلف ابن أبي ذئب أن لا يفعل ، فقال زياد : ادفعوا إليه كتابه فقال : لا والله. وفي نسخة : لا أقبله ، قال ادفعوه إليه شاء أو أبى ، واسحبوه برجله ، وقال له زياد : يا ابن الفاعلة ، فقال له ابن أبي ذئب : والله ما هو من هيبتك تركت أن أردها عليك مائة مرة ، ولكن تركت والله ، وندم زياد على ما قال له وصنع به ، وقال له من حضره : إن مثل ابن أبي ذئب لا يصنع به مثل هذا ، إن من شرفه ، وحاله في نفسه ، وقدره عند أهل البلد أمر عظيم ، فازداد زياد ندامة وغمه ما صنع ، قال :
__________________
(١) انظر كتاب المعرفة والتاريخ ١ / ١١٦ و ١٢٠ و ١٢٣.
(٢) بالأصل : الحرة ، والمثبت عن المعرفة والتاريخ.
(٣) في المعرفة والتاريخ : القسري.
(٤) بالأصل : ابنا.
(٥) بالأصل : حرفه ، والصواب ما أثبت وضبط.
(٦) بالأصل : بن.
(٧) بالأصل : «أنا محمد بن الحسن بن علي» والصواب ما أثبت ، وهو أبو أبو محمد الجوهري ، الحسن بن علي ، ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ٦٨.