هيئة حسنة قال له : كم عطاؤك قال : اشتريت به مملوكا ، فأعتقته فسرّ من كلامه عمر ، ثم مسه فوجده عالما بالقرآن وأحكامه وفرائضه ، فرده إلى أبي موسى وأمره بالوصاة به.
أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن عبد الله بن سيف ، نا السري بن يحيى (١) ، نا شعيب بن إبراهيم ، نا سيف بن عمر عن زهرة ، ومحمد بن عمرو ، قالا : وبعث ـ يعني أبا موسى ـ بالأخماس ـ يعني يوم جلولاء ـ مع قضاعي بن عمرو وأبي مفزّر (٢) والحساب مع زياد بن أبي سفيان ، وكان الذي يكتب للناس ويدوّنهم ، فلما قدموا على عمر كلّمه زياد فيما جاء له ووصف له ، فقال عمر : هل تستطيع أن تقوم في الناس بمثل الذي كلمتني به ، فقال : والله ما على الأرض شخص أهيب في صدري منك ، فكيف لا أقوى على هذا من غيرك؟ فقام في الناس بما أصابوا وما صنعوا ، وما يستأذنون فيه من الانسياح في البلاد ، فقال عمر : هذا الخطيب المصقع فقال :
إنّ جندي (٣) أطلقوا بالنعال لساننا
قال : وحدّثنا سيف عن محمد وطلحة والمهلب وعمرو قالوا (٤) : ولما رجع أبو موسى عن أصبهان بعد دخول الجنود الكور وفد هزم الربيع (٥) أهل بيرود (٦) وجمع السبي والأموال فغدا على ستين غلاما من أبناء الدهاقين تنقّاهم وعزلهم وبعث بالفتح إلى عمر ، ووفّد وفدا فجاءه رجل من عنزة فقال : اكتبني في الوفد ، فقال كتبنا من هو أحق منك ، فانطلق مغاضبا مراغما وكتب أبو موسى إلى عمر أن رجلا من عنزة ، يقال له ضبة بن محصن كان من أمره ، وقصّ قصته ، فلما قدم الكتاب والفتح والوفد على عمر قدم العنزي فأتى محمد فسلم عليه ، فقال : من أنت؟ فأخبره ، فقال : لا مرحبا ولا أهلا ، قال : أما المرحب فمن الله ، وأما الأهل فلا أهل ، فاختلف إليه ثلاثا يقول له هذا ، ويرد عليه هذا ، حتى إذا كان اليوم الرابع ، فدخل عليه ، فقال [ما ذا نقمت على أميرك؟ قال :
__________________
(١) الخبر في تاريخ الطبري ط بيروت حوادث سنة ١٦ (٢ / ٤٧١).
(٢) بالأصل : «معرد» وفي م : معرب والمثبت عن الطبري.
(٣) الطبري : جندنا.
(٤) الخبر في تاريخ الطبري حوادث سنة ٢٣ (ج ٢ / ٥٥٦ ط بيروت).
(٥) هو الربيع بن زياد الحارثي.
(٦) بيروذ ناحية بين الأهواز ومدينة الطيب (ياقوت) وبالأصل : بيرود بالدال المهملة.