قال : لا يخفى العاقل في وجهه وقّده. فخرجت فإذا أنا برجل حسن الوجه مديد القامة ، فصيح اللسان ، قلت : ادخل ، فدخل ، فقال زياد : يا هذا إني قد أردت مشورتك في أمر فما عندك ، قال : أنا حاقن ولا رأي لحاقن قال : يا عجلان ، أدخله المتوضأ. قال : ثم خرج قال له : ما عندك فقال : إني جائع ولا رأي لجائع ، فقال : يا عجلان ائت بطعام ، فأتى به فقال : سل عما بدا لك فما سأله عن شيء إلّا وجد عنده منه بعض ما يريد ، فكتب إلى عماله : لا تنظروا في حوائج الناس وأحد منكم حاقن أو جائع.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، وأبو المعالي الحسين بن حمزة بن الشّعيري ، قالا : أنا أبو (١) الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي ، أنا أبو بكر الخرائطي ، نا أبو جعفر العبدي ، قال : قال أبو الحسن (٢) المدائني : لما ولي زياد العراق صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس إني قد رأيت خلالا ثلاثا نبذت إليكم فيهن النصيحة : رأيت إعظام ذوي الشرف ، وإجلال أهل العلم ، وتوقير ذوي الانسان. وإني أعاهد الله عهدا : لا يأتيني شريف بوضيع لم يعرف له حق شرفه إلّا عاقبته ، ولا يأتيني كهل بحدث لم يعرف له حق فضل سنّه على حداثته إلّا عاقبته ، ولا يأتيني عالم بجاهل لاحاه في علمه ليهجّنه عليه إلّا عاقبته ، فإنما الناس بأشرافهم وعلمائهم وذوي أنسابهم.
أخبرنا أبو الحسن (٣) علي بن المسلّم ، أنا علي (٤) بن المسلم ، أنا علي بن غنائم بن عمر المالكي.
وأخبرنا عاليا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، قالا : أنا سليم بن أيوب الرازي الفقيه.
أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب الهمداني ، قالا : أنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد الفرضي ، نا أبو بكر محمد بن يحيى الصّولي ، نا محمد بن يزيد المبرّد ، قال : قال العتبي عن أبيه ، قال زياد :
ثلاثة لا يستخفّ بهم : عامل السلطان ، والعالم ، والصديق ، فإنه من استخفّ
__________________
(١) سقطت من الأصل وكتبت اللفظة بين السطرين.
(٢) بالأصل : أبو الحسين.
(٣) بالأصل : أبو الحسين.
(٤) كذا ورد الاسم بالأصل مكررا.