لك من الولد؟ قال : سبع بنات ، قال : فأين جمالهن من جمالك؟ قال : أنا أجمل منهن وهن آكل مني ، فقال زياد : ما ألطف ما سألت وأتحف بناته بالعطاء ، فقال المحسن :
إذا كنت مرتاد السماحة والندى |
|
بادر زيادا أو أخا لزياد |
يجبك امرؤ يعطي على الحمد ماله |
|
إذا ظن بالمعروف كل جواد |
هما أدركا أمر البرية بعد ما |
|
تفانوا وكادوا يصبحون كعاد |
وما لي لا أثني عليكم وإنما |
|
طريفي من معروفكم وتلادي |
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن اللّالكائي ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدثني محمد بن الحسين ، حدثني الحميدي عن سفيان قال : أتي زياد رجل (١) فأمر به ليقتل ، فلما أحسن الرجل بالموت قال : ائذنوا لي أتوضأ وأصلّي ركعتين فأموت على توبة لعلّي أنجو من عذاب الله ، قال زياد : ما يقول ، قالوا : يقول كذا وكذا ، قال : دعوه فليتوضأ وليصلّ ما بدا له ، قال : فتوضأ وصلّى كأحسن ما يكون فلما قضى صلاته أتي به ليقتل ، فقال له زياد : هل استقبلت التوبة؟ قال : أي والذي لا إله غيره فخلّى سبيله.
أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسين بن سكّينة (٢) الأنماطي ، أنا أبو الفتح محمد بن فارس بن محمد بن محمود العوذي العطشي ، أنا محمد بن حفص بن أحمد العسكري ، نا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا ، نا علي بن الحسين ، عن علي بن قادم ، قال : سمعت شعبة بن الحجاج يقول : قال زياد : ما حمدت نفسي في أمر قط عقدت فيه عقدة ضعف ، ولا لمت نفسي في أمر قط عقدت فيه عقدة الحزم ، ولا حدّثت نفسي بأمر قط فحدّثت به غيري حتى أصير إليه ، قال علي : فقال أبو مريم عبد الغفار بن القاسم .... (٣) لك يذكر مثل هذا الكلام عن زياد.
أخبرنا أبو القاسم الحسيني ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا أبو محمد المصري ، أنا أبو بكر أحمد بن مروان ، نا يوسف بن الضحاك ، نا هشام بن عبد الملك ، قال : قال
__________________
(١) كذا ، والظاهر : برجل.
(٢) ضبطت اللفظة عن تبصير المنتبه ٢ / ٦٨٧.
(٣) كلمة غير واضحة بالأصل ورسمها في م : سوه.