وقال أبو سليمان في حديث زياد : لما ولي البصرة أمر بهدم المواخير ، المواخير بيوت الخمارين ، وأصله فارسي ، كأنه قيل مى خور ، فعرب ، قال جرير أو الفرزدق :
فما في كتاب الله هدم ديارنا |
|
بتهديم ماخور خبيث مداخله (١) |
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسين ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن محارب بن عمر الإصطخري ، نا أبو خليفة ، نا أبو حاتم ، عن أبي عبيدة معمر بن المثنى ، قال : قال رجل في مجلس (٢) يونس : قال عمر بن الخطاب ذات يوم : لئن بقيت لأمنعن فروج العربيات إلّا من الأكفاء ، فقال يونس : رحم الله عمر ، لو أدرك تلاعب زياد وبنيه لساءه ذلك.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي ، أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النّقّور ، وأبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب بن العطار ، قالا : أنا أبو طاهر محمد بن عبد الرّحمن بن العباس ، نا أبو محمد عبيد الله بن عبد الرّحمن بن محمد بن عيسى السكري ، نا زكريا بن يحيى المنقري ، نا محمد بن معاوية الرمادي ، نا أبي ، قال : قال زياد : لا يمنعني قلبك ما عندي عن المصير على كثير ما ينوبني.
أخبرنا أبو الحسن (٣) بن قبيس (٤) ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو محمد بن زبر ، نا محمد بن يونس ، ثنا الأصمعي ، حدثني أبي قال : قال زياد : ما جلست مجلسا قط إلّا تركت منه ما لو أخذته لكان لي ، وترك بعض ماله أحبّ إلي من أخذ ما ليس لي.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو منصور بن
__________________
(١) البيت في ديوان جرير ط بيروت ص ٣٦٤ وبرواية : «تهديم دارنا» وهو من قصيدة طويلة يجيب الفرزدق مطلعها :
ألم تر أن الجهل أقصر باطله |
|
وأمسى عماء قد تجلت مخايله |
(٢) بالأصل : المجلس ، والصواب عن مختصر ابن منظور.
(٣) بالأصل وم : أبو الحسين.
(٤) بالأصل وم : «قيس» والصواب ما أثبت ، واسمه علي بن أحمد بن منصور ، أبو الحسن بن قبيس ، الفقيه المالكي الغسّاني ، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر ، وفهارس الأسانيد (المطبوعة ٧ / ٤١٦ والمطبوعة : عاصم ـ عائذ).