العطار ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا عبيد الله بن عبد الرّحمن السكري ، نا زكريا بن يحيى المنقري ، نا الأصمعي ، نا محمد بن حرب الرمادي ، عن أبيه ، قال : قال سلم بن زياد : قال زياد : لأني لآتي المجلس فادع مالي مخافة أن أدفع عني ما ليس هو لي.
قال : وقال زياد إنه ليعجبني من الرجل إذا أتى مجلسا أن (١) يعلم أن يكون مجلسه منه.
قال : وثنا المنقري عن العتبي : أخبرنا أبو عبد الرّحمن الرمادي ، عن أبيه ، قال : قال زياد : أكرم الناس مجلسا من إذا أتى مجلسا عرف قدره فجلس مجلسه ، وإذا ركب دابة حملها على ما يريد ، ولا يدعها تحمله على ما تريد.
قال : وحدثنا المنقري ، ثنا العتبي ، حدثني أبي ، قال زياد : ولو أن لي عشرة دراهم لا أملك غيرها ما تركت نائبة يلزمني فيها حق لقلة مالي ، ولو أن لي مائة ألف ولي بعير أجرب ما ضيعته لكثرة مالي.
قال : وثنا المنقري ، نا محمد بن معاوية الزيادي ، نا أبي ، قال : قال زياد : لا يمنعني قليل ما عندي عن الصبر على كثير ما ينوبني.
وقال : وحدثنا المنقري ، نا الأصمعي ، نا محمد بن حرب الرمادي ، حدثني أبي ، قال : قال زياد لجلسائه من أغبط الناس عيشا؟ قالوا الأمير وجلساؤه ، فقال : ما صنعتم شيئا ، إن لأعواد المنبر هيبة وإن لقرع لجام البريد لفزعة ، ولكن أغبط الناس رجل له دار لا يجري عليه كراؤها ، وله زوجة صالحة قد رضيته ورضيها فهما راضيان بعيشهما ، لا يعرفنا ولا نعرفه ، فإنه إن عرفنا وعرفناه أتعبنا ليله ونهاره ، وأذهبنا دينه ودنياه.
أنبأنا أبو القاسم العلوي ، وأبو الوحش المقرئ ، عن رشأ بن نظيف ، أنا محمد بن جعفر النحوي ، نا أبو القاسم الحسن بن محمد ، نا محمد بن خلف ، أنا عبد الله بن شبيب ، نا ابن عائشة ، حدثني إسماعيل بن ذكوان ، قال : قلت لعبيد الله بن الحسن : إن زيادا قال يوما لأصحابه : من أسعد الناس؟ قالا : الأمير ، قال : كلا لصعود المنبر روعات ولكن أسعد الناس رجل له مسكن يملكه وقوت من معاش لا يعرفنا ولا
__________________
(١) كذا ، ولعله : أين.