شاممت النصرانية واليهودية فكرهتها ، فلبثت بالشام وما والاه حتى أتيت راهبا في صومعة ، فوقفت عليه ، فذكرت له اغترابي عن قومي ، وكراهتي عبادة الأوثان واليهودية والنصرانية ، فقال لي : أراك تريد دين إبراهيم يا أخا أهل مكة ، إنك لتطلب دينا ما يوجد اليوم به ، وهو دين أبيك إبراهيم كان حنيفا ، لم يكن يهوديا ولا نصرانيا ، كان يصلّي ويسجد إلى هذا البيت الذي ببلادك ، فالحق ببلدك ، فإن الله يبعث من قومك في بلدك من يأتي بدين إبراهيم بالحنيفية ، وهو أكرم الخلق على الله.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور ، أنا محمّد بن عبد الرّحمن ، أنبأ رضوان بن أحمد بن جالينوس ، نا أحمد بن عبد الجبار ، نا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، قال (١) ـ حدّثني بعض آل زيد بن عمرو بن نفيل أن زيدا كان إذا [خلص إلى](٢) الكعبة قال :
لبيك حقّا حقّا |
|
تعبّدا ورقّا |
[وقال :]
عذت بما عاذ به إبراهيم |
|
[مستقبل القبلة](٣) وهو قائم |
إلهي أنفي لك عان راغم |
|
مهما تجشّمني فإنّي جاشم |
[وقال :]
البرّ أرجو لا الخال
يقول : لا الفخر.
ليس مهجّر كمن قال
أنبأنا أبو علي الحداد ، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا يوسف بن الحسين بن محمّد ، قالا : أنا أبو نعيم ، أنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، نا أبو بشر يونس بن حبيب بن عبد القاهر العجلي ، نا أبو داود سليمان بن داود الطيالسي ، نا
__________________
(١) الخبر في سيرة ابن هشام ١ / ٢٤٥ والوافي بالوفيات ١٥ / ٣٩.
(٢) الزيادة المستدركة عن الوافي بالوفيات ، والعبارة في سيرة ابن هشام : كان إذا استقبل الكعبة داخل المسجد قال وفي م : كان إذا دخل الكعبة.
(٣) الزيادة بين معكوفتين عن سيرة ابن هشام لاستقامة الوزن ، وفي الوافي : مستقبل الكعبة.