المسعودي ، عن نفيل بن هشام بن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي ـ عدي قريش ـ عن أبيه ، عن جده أن زيد بن عمرو ، وورقة بن نوفل خرجا يلتمسان الدّين حتى انتهيا إلى راهب بالموصل فقال لزيد بن عمرو : من أين أقبلت يا صاحب البعير؟ فقال : من بنية إبراهيم ، قال : وما تلتمس؟ قال : ألتمس الدين ، قال : ارجع فإنك يوشك أن يظهر في أرضك ، قال : فأما ورقة فتنصّر وأما أنا فعدمت على النصرانية ، فلم يوافقني ، فرجع وهو يقول :
لبيك حقا حقا |
|
تعبدا ورقا |
البرّ أبغي لا الخال |
|
فهل مهجّر كمن قال |
آمنت بما آمن به إبراهيم |
وهو يقول :
أنفي لك عان عازم |
|
مهما يجشّمني فإنّي جاشم |
ثم يخر فيسجد.
قال : وجاء ابنه إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله ، إن أبي كان كما رأيت وكما بلغك ، فاستغفر له ، قال : «نعم ، فإنه يبعث يوم القيامة أمّة وحده» [٤٥٥٩].
قال : وأتى زيد بن عمرو على رسول الله صلىاللهعليهوسلم يا ابن أخي أنا لا آكل مما ذبح على النصب.
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمّد الفارسي ، أنا أبو سليمان الخطّابي قال في حديث سعيد أنه قال : خرج ورقة بن نوفل ، وزيد بن عمرو يطلبان الدين حتى مرّا بالشام ، فأمّا ورقة فتنصّر ، وأما زيد فقيل له إن الذي تطلبه أمامك ، وسيظهر بأرضك فأقبل وهو يقول :
لبيك حقا حقا |
|
تعبدا ورقا |
البرّ أبغي لا الخال |
|
وهل مهجّر كمن قال |