أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا رضوان بن أحمد ، أنا أحمد بن عبد الجبار ، نا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق قال (١) : فحدثت أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال وهو يحدث عن زيد بن عمرو : إن كان لأول من عاب على الأوثان ونهاني عنها [٤٥٦٢] ، أقبلت من الطائف ومعي زيد بن حارثة حتى مررت بزيد بن عمرو بن نفيل وهو بأعلا مكة ، وكانت قريش قد شهرته بفراق دينها ، حتى خرج من بين أظهرهم ، وكان بأعلا مكة ، فجلست إليه ومعي سفرة لي فيها لحم يحملها زيد بن حارثة من ذبائحنا على أصنامنا فقربتها إليه وأنا غلام شاب ، فقلت : كل من هذا الطعام أي عمّ ، قال : فلعلها أي ابن أخي من ذبائحكم هذه التي تذبحون لأوثانكم؟ فقلت : نعم ، فقال : أما إنك يا ابن أخي لو سألت بنات (٢) عبد المطلب لأخبرنك (٣) إني لا آكل هذه الذبائح ، فلا حاجة لي بها ، ثم عاب الأوثان ومن يعبدها ويذبح لها ، وقال : إنما هي باطل ، لا تضر ولا تنفع ، أو كما قال. قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : فما تمسحت بوثن منها بعد ذلك على معرفة بها ، ولا ذبحت لها حتى أكرمني الله تعالى برسالته صلىاللهعليهوسلم (٤).
قال (٥) : ونا يونس بن بكير ، عن المسعودي ، عن نفيل بن هشام ، عن أبيه قال : مرّ زيد بن عمرو بن نفيل على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعلى زيد بن حارثة ، فدعواه إلى سفرة لهما ، فقال زيد : يا ابن أخي إني لا آكل ما ذبح على النصب ، فما رئي (٦) رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعد ذلك يأكل شيئا ذبح على النصب.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الغنائم بن المأمون ، أنا أبو الحسن الدارقطني ، نا عبد الصمد بن علي المكرمي ، نا حسين بن إسحاق ، نا النّضر بن سلمة ، نا يحيى بن إبراهيم بن أبي قتيلة ، عن نوفل بن عمارة ، عن عبيد الله بن عمر ، حدّثني شيخنا
__________________
(١) سيرة ابن إسحاق ص ٩٨ تحت رقم ١٣٣.
(٢) عن م وابن إسحاق وبالأصل : بباب.
(٣) عن م وابن إسحاق وبالأصل : لأخبرتك.
(٤) في ترك زيد بن عمرو أكل ما نحر على الأوثان والنصب ، وما لم يذكر اسم الله عليه بحث جيد للسهيلي في الروض الأنف ، راجعه ١ / ٢٥٦ ـ ٢٥٧.
(٥) سيرة ابن إسحاق ص ٩٨ رقم ١٣٤.
(٦) بالأصل وم «رأى» والمثبت عن ابن إسحاق.