وتري (١) وشفيت صدري ، وبرّدت وحري (٢). قال عبد الملك : من كان له عند هذين وتر يطلبه فليقم إليهما ، فقام سعيد (٣) بن سويد الكلبي ـ وكان أبوه فيمن قتل يوم بنات قين فقال له : يا حلحلة (٤) ، هل أحسست لي سويدا؟ قال : عهدي به يوم بنات قين وقد انقطع خرؤه في بطنه ، قال : أما والله لأقتلنك ، قال : كذبت والله ، ما أنت تقتلني إنما يقتلني ابن الزرقاء ـ والزرقاء إحدى أمهات مروان بن الحكم ، وكان يسبّ بها ـ فقال بشر بن مروان : اصبر حلحلة فقال :
أصبر من عود بجنبيه (٥) جلب |
|
قد أثّر البطان فيه والحقب (٦) |
فضرب عنقه. ثم قيل لسعيد نحو مما قيل لحلحلة ، فردّ مثل جواب حلحلة ، فقام إليه رجل من بني عليم ليقتله. فقال له بشر : اصبر سعيد ، فقال :
أصبر من ذي ضاغط معرّك (٧) |
|
ألقى بواني زوره للمبرك |
فقال علي بن الغدير (٨) :
لحلحلة القتيل ولابن بدر |
|
وأهل دمشق أندية تبين |
فقد لقيا حميد بن المنايا |
|
وكل فتى ستشعبه المنون |
فبعد اليوم أيام طوال |
|
وبعد خمود فتنتكم فتون |
خليفة أمّة نصرت (٩) عليه |
|
تخمّط (١٠) فاستهان بمن يدين |
أراد عجبت لحلحلة وكثرة قومه لم يعاروا به.
__________________
(١) أي أخذت ثأري.
(٢) الوحر : الغل.
(٣) في الأغاني ١٩ / ٢٠٥ في أخبار عويف : نعمان بن سويد.
(٤) بالأصل : يا طلحة ، والصواب ما أثبت عن م ، وهو ما يقتضيه السياق.
(٥) بالأصل : «بحقيبه» والمثبت عن الأغاني.
(٦) الرجز في التعازي والمراثي للمبرد ص ٢٥٠ والأول في الأغاني ١٩ / ٢٠٥.
(٧) الضاغط : انفتاق في ابط البعير ، وعرك البعير : حز جنبيه بمرفقه حتى خلص إلى اللحم.
(٨) الأبيات في الأغاني ١٩ / ٢٠٥ ـ ٢٠٦.
(٩) الأغاني : قسرت.
(١٠) تخمط : تكبّر ، وفي الأغاني : واستخفّ بدل فاستهان.