أنا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (١) قال في الطبقة الأولى من أهل المدينة (٢) : سعيد بن العاص بن سعيد بن أحيحة بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي ، وأمّه أم كلثوم بنت عمرو بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي ، وأمها أم حبيب ابنة العاص بن أمية بن عبد شمس.
قالوا (٣) : قبض رسول الله صلىاللهعليهوسلم وسعيد بن العاص ابن تسع سنين أو نحوها ، وذلك أن أباه العاص بن سعيد بن العاص بن أمية قتل يوم بدر كافرا ، وقال عمر بن الخطاب لسعيد بن العاص : ما لي أراك معرضا كأنك ترى أني قتلت أباك؟ ما أنا قتلته ، ولكن قتله علي بن أبي طالب ولو قتلته ما اعتذرت من قتل مشرك ، ولكني قتلت خالي بيدي العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. فقال سعيد بن العاص : يا أمير المؤمنين لو قتلته كنت على حق ، وكان على باطل ، فسر ذلك عمر منه (٤).
قالوا (٥) : ولم يزل سعيد بن العاص في ناحية عثمان بن عفان للقرابة ، فلما عزل عثمان الوليد بن عقبة بن أبي معيط عن الكوفة دعا سعيد بن العاص فاستعمله عليها ، فلما قدم الكوفة قدمها شابا مترفا ليست له سابقة فقال : لا أصعد المنبر حتى يطهّر ، فأمر به فغسل ، ثم صعد المنبر فخطب أهل الكوفة وتكلم بكلام قصّر بهم فيه ، ونسبهم إلى الشقاق والخلاف فقال : إنما هذا السواد بستان لأغيلمة من قريش. فشكوه إلى عثمان فقال : كلما رأى أحدكم من أمير جفوة أرادنا أن نعزله. وقدم سعيد بن العاص المدينة وافدا على عثمان فبعث إلى وجوه المهاجرين والأنصار بصلات وكسا وبعث إلى علي بن أبي طالب أيضا ، فقبل ما بعث به إليه ، وقال علي : إن بني أمية ليفوقوني تراث محمّد تفويقا (٦) ، والله لئن بقيت لهم لأنفضنهم من ذلك نفض القصّاب التّراب الوذمة ، ثم انصرف سعيد بن العاص إلى الكوفة فأضر بأهلها إضرارا شديدا وعمل عليها خمس سنين إلّا أشهرا (٧). وقال مرة بالكوفة : من رأى الهلال منكم؟ وذلك في فطر رمضان ،
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٥ / ٣٠.
(٢) يعني من التابعين ، كما في طبقات ابن سعد.
(٣) كذا ، وانظر الخبر في طبقات ابن سعد ٥ / ٣١.
(٤) انظر الاستيعاب ٢ / ٩ هامش الإصابة ، وأسد الغابة ٢ / ٢٤٠ ونسب قريش ص ١٧٦ والإصابة ٢ / ٤٧.
(٥) الخبر في طبقات ابن سعد ٥ / ٣١ ـ ٣٢.
(٦) ابن سعد : تفوقا.
(٧) بالأصل وم : «أشهر» والصواب عن ابن سعد.