قال : وأنا ابن سعد (١) ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني عبد الله بن يزيد الهذلي ، عن عبد الله بن ساعدة قال : جاء سعيد بن العاص إلى عثمان فقال : يا أمير المؤمنين إلى متى تمسك بأيدينا؟ قد أكلنا أكلا هؤلاء القوم ، منهم من قد رمى بالنبل ، ومنهم من قد رمى بالحجارة ، ومنهم شاهر سيفه ، فمرنا بأمرك ، فقال عثمان : إني والله ما أريد قتالهم ، ولو أردت قتالهم لرجوت أن امتنع منهم ، ولكني أكلهم إلى الله وأكل من ألّبهم عليّ إلى الله ، فإنا سنجتمع (٢) عند ربّنا ، فأمّا قتال فو الله ما آمرك بقتال ، فقال سعيد : والله لا أسأل عنك أحدا أبدا ، فخرج فقاتل حتى أمّ.
قال وأنا ابن سعد (٣) ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني الحكم بن القاسم ، عن مصعب بن محمّد بن عبد الله بن أبي أمية ، حدّثني من رأى سعيد بن العاص يومئذ يقاتل فضربه رجل يومئذ ضربة مأمومة فلقد رأيته وإنه ليسمع الرعد فيغشى عليه.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أبو بكر بن سيف ، نا السّري بن يحيى (٤) ، أنا شعيب بن إبراهيم ، أنا سيف بن عمر ، عن محمّد ، وطلحة بإسنادهما قالا : قدم سعيد بن العاص [في] سنة (٥) سبع من إمارة عثمان ، وكان سعيد بن العاص بقية العاص بن أمية ، وكان أهله كثيرا تتابعوا (٦) فلما فتح الله الشام شهدها (٧) وأقام مع معاوية ، وكان يتيما وكان نشأ في حجر عثمان ، فتذكر عمر قريشا فسأل عنه فيما يتفقد من أمور الناس فقيل : يا أمير المؤمنين هو بدمشق عهده العاهد وهو مأموم بالموت ، فأرسل إلى معاوية : أن ابعث إليّ سعيدا في منقل ، فبعث به وهو دنف فما بلغ المدينة حتى أفاق ، فقال : يا ابن أخي ، قد بلغني عنك بلاء وصلاح فازدد يزدك الله خيرا ، وقال : هل لك من زوجة؟ قال : لا ، قال : يا أبا عمرو ، ما منعك من هذا الغلام أن تكون زوّجته؟ قال : قد عرضت ذلك عليه فأبى ،
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٥ / ٣٤.
(٢) بالأصل وم : سنجمع ، والمثبت عن ابن سعد.
(٣) المصدر السابق الجزء والصفحة.
(٤) الخبر في تاريخ الطبري ٢ / ٦١٢ ط بيروت.
(٥) بالأصل وم : «سنة سبع في إمارة عثمان» صوبنا العبارة وزدنا وحذفنا بما يوافق عبارة الطبري.
(٦) رسمها بالأصل وم : «يبايعوا» والمثبت عن الطبري.
(٧) كذا وفي الطبري : قدمها.