أنا أحمد بن عبد الله بن الخضر بن السّوسنجردي (١) ، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب ، أنا أبي ، أنا محمّد بن مروان بن عمر السّعيدي ، أخبرني محمّد بن عمر السعيدي عن بعض العثمانيين نسبة بإسناد ذكره قال :
كان معاوية يولي المدينة مروان بن الحكم سنة وسعيد بن العاص سنة ، فلما كان في ولاية سعيد كتب إليه معاوية : بلغني أن مروان ابتنى دارا وأنه خرج في الطريق فإذا أتاك كتابي هذا فاهدم داره ، فقال سعيد : يا جارية خذي هذا الكتاب فضعيه في الصندوق ، فلم يزل يكتب إليه في ولايته تيك ، ويأمر باحتفاظ الكتب ، لا ينفذ أمره فيما كتب به ، ثم ولي مروان فكتب إليه بنظير الكتب التي كتب بها إلى سعيد في مروان ، فمضى إلى دار سعيد بالفعلة ـ وسعيد قد صلّى الغداة في المسجد مستقبلا القبلة ـ فجاء خادم له بخبر مروان. فخرج سعيد فأخذ بيد مروان ، فأدخله الدار ، وأخبره مروان بالذي جاء له فقال سعيد : يا جارية هاتي الكتب ، فجاءت بكتب معاوية ، فرمى بها إلى مروان فلما قرأها قال : دواة وقرطاسا فكتب إلى معاوية :
كتبت إليّ تأمرني بعق |
|
كما قبلي كتبت إلى سعيد |
فلما أن عصاك أردت حملي |
|
على ملساء تزلق بالشديد |
لأقطع واصلا وأخا حفاظ |
|
فرأيك ليس بالرأي الرشيد (٢) |
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد ، أنا محمّد بن عمر ، نا موسى بن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عن أبيه قال : لما مات الحسن بن علي بعث مروان بن الحكم إلى معاوية يخبره أنه مات ، قال : وبعث سعيد بن العاص رسولا آخر يخبره بذلك ، وكتب مروان يخبره بما أوصى به حسن من دفنه مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأن ذلك لا يكون وأنا حيّ ، ولم يذكر ذلك سعيد ، فلما دفن حسن بن علي بالبقيع أرسل مروان بريدا آخر يخبره بما كان من ذلك ومن قيامه ببني أمية ومواليهم وإني يا أمير المؤمنين عقدت لوائي وتلبسنا السّلاح وأحضرت معي من اتّبعني ألفي رجل ، فلم يزل الله بمنّه وفضله يدرا ذلك أن يكون مع أبي بكر وعمر ثالثا أبدا ، حيث لم يكن أمير
__________________
(١) ضبطت عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى سوسنجرد قرية بنواحي بغداد ، ذكره السمعاني وترجم له.
(٢) بعدها في م : آخر الجزء الخامس والأربعين بعد المائتين.