أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد ، نا أبو حاتم عن العتبي ، قال : قال معاوية لسعيد بن العاص : كم ولدك؟ قال : عشرة ، والذكران فيهم أكثر ، فقال معاوية : (وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ)(١) فقال سعيد : يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء (٢).
أخبرنا أبو العز بن كادش ـ إذنا ومناولة ، وقرأ علي إسناده ـ أنا محمّد بن الحسين ، أنا المعافى بن زكريا ، نا المظفّر بن يحيى بن أحمد المعروف بابن الشرابي ، نا أبو العباس المروزي ، نا أبو إسحاق الطّلحي ، أخبرني أحمد بن إبراهيم قال : قال سعيد بن العاص لمعاوية وهو معه على سريره : يا أمير المؤمنين والله لكأن عمتك حمزة هند عند بعض أزواجها فيما يوصف لي قال : فلم يجبه معاوية بشيء ، ودخل سليمان بن صرد فقال له معاوية : مرحبا ، هاهنا فأجلسه بينه وبين سعيد على السرير ، فساءله طويلا ثم قال له : كيف بر هذا بكم ـ يعني سعيدا ـ وكانت أم سعيد عند سليمان بن صرد فقال سعيد : ما أردت بهذا يا أمير المؤمنين قال : ما أردت بحمزة هند.
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، أنا أبو الحسن المقرئ ، أنا أبو محمّد المصري ، أنا أحمد بن مروان ، نا أحمد بن علي المقرئ ، نا الأصمعي ، قال : خطب سعيد بن العاص فقال في خطبته : من رزقه الله رزقا حسنا فليكن أسعد الناس به ، إنما يتركه لأحد رجلين : إمّا مصلح فلا يقلّ عليه شيء ، وإمّا مفسد فلا يبقى له شيء ، فقال معاوية : جمع أبو عثمان طرف الكلام (٣).
قال : ونا أحمد ، نا محمّد بن عبد العزيز ، نا محمّد بن سلام ، قال : قال سعيد بن العاص : لا أعتذر من العيّ في حالين : إذا خاطبت سفيها ، أو طلبت حاجة لنفسي.
قال : ونا أحمد ، نا محمّد بن يونس ، نا الأصمعي ، عن حكيم بن قيس قال : قال سعيد بن العاص : موطنان لا أستحي من العي فيهما : عند مخاطبتي جاهلا ، وعند مسألتي حاجة لنفسي (٤).
__________________
(١) سورة الشورى ، الآية : ٤٩.
(٢) سورة آل عمران ، الآية : ٢٦ ، وفي التنزيل العزيز : تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء.
(٣) الخبر في البداية والنهاية بتحقيقنا ٨ / ٩٣ ـ ٩٤ وفيها «إما مصلح فيسعد بما جمعت له وتخيب أنت ، والمصلح لا يقل عليه شيء.
(٤) الخبر في البداية والنهاية ٨ / ٩٤ وفيها : موطنان لا أستحي من رفقي فيهما والتأني عندهما : مخاطبتي ...