عبد الرّحمن ، عن أبي عبد الله النّباجي ، قال : قال لي قائل في منامي : أو يحسن بالحر المريد أن يتذلل للعبيد وهو واجد عند مولاه ما يريد (١).
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمّد بن منصور نصر الستوري ، نا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ، قال : سمعت أبا نصر السّمرقندي ـ بمكة ـ يقول : سمعت أحمد بن أنس بن مالك يقول سمعت الوليد بن عتبة يقول : سمعت أبا عبد الله النباجي يقول : أصابتني ضيقة وشدة فبتّ وأنا أتفكر في المصير إلى بعض إخواني ، فسمعت قائلا يقول لي في النوم : أيجمل بالحرّ المريد إذا وجد عند الله ما يريد أن يميل بقبله إلى العبيد ، فانتبهت وأنا من أغنى (٢) الناس.
قال : ونا الخطيب ، حدّثني مسعود بن ناصر السّجزي ، أنا أبو سعيد عثمان بن محمّد بن أحمد الصّدفي ـ ببست (٣) ـ نا والدي ، نا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن علي الجرجاني ، نا أحمد بن محمّد بن إبراهيم الأزدي ، نا عبد الله بن الحكم المخرمي الطيالسي ، قال : سمعت أبا عبد الله الأصبحي يقول : سمعت سعيد بن بريد النّباجي يقول : بينا نحن صافّون نقاتل العدو بأرض الروم فإذا أنا بغلام كأحسن من رأيت من الغلمان ، وعليه طرّة وقفا وعليه حلّة ديباج ، وهو يقاتل قتالا شديدا وهو يقول :
أنا في أمري رشاد |
|
بين غزو وجهاد |
بدني يغزو عدوّي |
|
والفدى (٤) يغزو فؤاد |
قال : فدنوت منه ، فقلت : يا غلام هذا القتال ، وهذه المقالة ، والطرة ، والقفا ، والحلّة لا يشبه بعضها بعضا ، قال الغلام : أحببت ربي فشغلني بحبه عن حب غيره ، فتزيّنت لحور العين لعلها تخطبني إلى مولاها.
أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر ، أنا أبو بكر محمّد بن يحيى بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى ، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي ، قال : سمعت أبا
__________________
(١) بالأصل : «يويد» والصواب ما أثبت انظر المختصر ٩ / ٢٨٧ وبغية الطلب ٩ / ٤٢٨٧.
(٢) عن بغية الطلب وبالأصل «أغما».
(٣) بست : مدينة بين سجستان وغزنين وهراة (ياقوت).
(٤) كذا بالأصل وفي المختصر وبغية الطلب : والهوى.