وقال النّباجي : ما التّنعّم إلّا في الإخلاص ، ولا قرّة العين إلّا في التقوى ، ولا الراحة إلّا في التسليم.
أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز الملكي ، أنا أبو عبد الله الحسين بن يحيى بن إبراهيم بن الحكاك المكي ، أنا الحسين بن علي بن محمّد الشيرازي ، أنا علي بن عبد الله بن جهضم ، نا أبو بكر محمّد بن عيسى بن هارون ، نا العباس بن حمزة ، نا أحمد بن أبي الحواري ، قال : سمعت أبا عبد الله النّباجي يقول : إن لله عزوجل عبادا يستحيون من الصبر ، يسلكون مسلك الرضا ، وله عباد لو يعلمون ما ينزل من القدر لاستقبلوه استقبالا حبا لربهم ولقدره عندهم ، فكيف يكرهونه بعد ما يقع (١).
وقال ابن جهضم : نا أبو القاسم علي بن يعقوب الزاهد ، نا أبو عمر بن خلف ، نا أحمد بن أبي الحواري ، قال : سمعت أبا عبد الله النّباجي يقول : تدرون ما أراد عبيد أهل الدنيا من مواليهم؟ أن يرضوا عنهم ، وأراد الله من عبيده أن يرضوا عنه ، وما رضوا عنه حتى كان رضاه عنهم قبل رضاهم عنه (٢).
أخبرنا بها عالية أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس الدّينوري ، نا الزاهد أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد بن الحسن بن القزويني ـ إملاء ـ سنة سبع وثلاثين وأربعمائة قال : قرأت على يوسف بن عمر القوّاس قلت له : حدثكم جعفر العابد إملاء من حفظه ، نا الحسن بن علي بن شبيب المعمري ، نا أحمد بن أبي الحواري ، قال : سمعت أبا عبد الله النّباجي قال : تدري أيّ شيء أراد عبيد أهل الدنيا من مواليهم؟ أرادوا أن يرضوا عنهم ، وتدري أيّ شيء أراد الله عزوجل من عبيده؟ أن يرضوا عنه ، وما كان رضاهم عنه إلّا بقدر رضاه عنهم.
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد ، نا نصر بن إبراهيم الزاهد ، أنا أبو القاسم عمر بن أحمد بن الواسطي ، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد الملطي ، حدّثني أبو الحسن محمّد بن أبي شيخ بجامع حرّان ، نا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن محمّد ، نا أحمد بن أبي سفيان البصري ، نا عبد الله بن محمّد قال : وحدّثني داود بن محمّد أنه
__________________
(١) الخبر في حلية الأولياء ٩ / ٣١٢ باختصار واختلاف.
(٢) حلية الأولياء ٩ / ٣١٢ وآخره : وما كان رضاهم عنه إلّا بعد رضاه عنهم.