أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي ، نا محمّد بن عائذ قال : قال الوليد : وبلغنا أن هشام بن عبد الملك أغزى مسلمة بن عبد الملك الصائفة سنة سبع ومائة ، وسعيد بن هشام على صائفة أهل الشام ومسلمة على جماعة الناس ، وفي سنة تسع ومائة أغزى سعيد بن هشام في ناحية من أرض الروم أيضا.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا محمّد بن علي السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خياط (١) قال : وفيها ـ يعني سنة إحدى عشرة ومائة ـ غزا سعيد بن هشام الصائفة مما يلي الجزيرة فبلغ قيسارية.
وبلغني أن عبد الصمد بن عبد الأعلى كان مؤدبا لسعيد بن هشام بن عبد الملك فعبث به يوما فدخل سعيد على هشام فوقف بين يديه ثم أنشأ يقول :
إنّه والله لو لا أنت لم |
|
ينج منّي سالما عبد الصمد |
فقال هشام : ولم ذاك؟ فقال :
إنّه قد رام مني خطة |
|
لم يرمها قبله مني أحد |
قال هشام : وما رام؟ قال سعيد :
رام جهلا بي وجهلا بأبي |
|
يولج العصفور في خيس الأسد |
فقال هشام : لا ، ولا كرامة.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسن بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان قال : قال ابن بكير : قال الليث : رجع سليمان بن هشام من الفرات بمن اتّبعه ، ثم بعث أخاه سعيد بن هشام إلى حمص فأغلقها وقتل عبد الله بن سمرة أميرها ، فانصرف أمير المؤمنين مروان فنزل على أهل حمص ، ثم هرب سليمان بن هشام حين سار أمير المؤمنين مروان إليه إلى حمص ، وتخلّف فيها سعيد بن هشام فحاصرهم أمير المؤمنين واقتتلوا قتالا شديدا ففتحها وكسر
__________________
(١) تاريخ خليفة بن خياط ص ٣٤١.