قد ذهب بصره ، وبلغ من السن عشرين ومائة سنة ، مات بالمدينة ـ ويقال : بمكة ـ سنة أربع وخمسين ، وله دار بالمدينة بالبلاط عند طرف بني كعب بن عمر ، وكناه محمّد بن عمر الواقدي أبا هود فيما أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد الأصبهاني ، نا محمّد ـ يعني ابن عبد الله بن رستة ـ نا سليمان ـ يعني ابن داود المنقري ـ نا محمّد ـ يعني ابن عمر الواقدي ـ.
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن غانم ، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق ، أنا أبي أبو عبد الله قال : سعيد بن يربوع بن عنكثة بن عامر بن مخزوم ، يكنى أبا هود ، وكان اسمه صرم فسماه النبي صلىاللهعليهوسلم سعيدا ، مات سنة أربع وخمسين وهو ابن عشرين ومائة سنة.
روى عنه ابنه عثمان.
أنبأنا أبو الحسن الفقيه وغيره ، عن عبد العزيز الكتاني ، أنا محمّد بن عبيد الله المنيني (١) ، أنا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم ، أنا أبو عبد الملك القرشي ، نا سليمان بن عبد الرّحمن ، نا علي بن عبد الله التميمي قال : سعيد بن يربوع يكنى أبا مرّة.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٢) ، أنا محمّد بن عمر ، نا خالد بن إلياس عن يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب ، عن أبيه قال : كان سعيد بن يربوع فيمن يجدد أنصاب الحرم في كل سنة معرفة بها حتى ذهب بصره في آخر خلافة عمر بن الخطاب.
قال : وأنا محمّد بن عمر قال : سمعت عبد الله بن جعفر بن عبد الرّحمن بن المسور يقول : جاء عمر بن الخطاب سعيد بن يربوع إلى منزله فعزاه بذهاب بصره وقال : لا تدع الجمعة ولا الصلاة في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال : ليس لي قائد ، قال : فنحن نبعث إليك بقائد ، فبعث إليه بغلام من السبي (٣).
__________________
(١) المنيني بفتح الميم وكسر النون ، نسبة إلى منين وهي قرية من قرى جبل سنير ، وهذا الجبل من أعمال دمشق (الأنساب) وفي ياقوت أنه جبل بين حمص وبعلبك.
(٢) الخبر ليس في طبقات ابن سعد المطبوع ، فهو ضمن القسم الضائع من تراجم المدنيين.
(٣) نقله في أسد الغابة ٢ / ٢٤٩ وفيه : لا تدع الجمعة ولا الجماعة.