أخبرنا جدي أبو المفضل يحيى ، وخالاي أبو المعالي وأبو المكارم بالأرزة (١) ظاهر دمشق ، قالوا : أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن علي المصّيصي سنة خمس وثمانين وأربعمائة ، قيل له قرئ على أبي محمّد عبد الله بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن الحسن البزّاز الجزري بالجزيرة ، نا القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الأنصاري الميمذي (٢) ، نا أبو بكر عمر بن جعفر بن إبراهيم المزني الكوفي سنة ست وتسعين ومائتين من أصل كتابه ، نا أبو نعيم الفضل بن دكين بن حمّاد مولى بني تيم سنة مائتين وسبع عشرة في منزله من أصل كتابه ، نا الأعمش عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال :
«إن الله عزوجل يقول : كل عمل ابن آدم له ، الحسنة بعشر أمثالها خلا الصوم ، فالصوم لي وأنا أجزي به ، وللصائم فرحتان : فرحة عند إفطاره ، وفرحة إذا لقي الله ، والصوم جنّة من النار ، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك» [٤٨١٦].
ذكر لي ابن خالي القاضي أبو الحسن علي بن محمّد بن يحيى رحمهالله قال : لما توجهنا إلى أمين الدولة ببصرى (٣) بسبب المدرسة خرج العم معنا بسيفه ورمحه وهو إذ ذاك في عنفوان شبابه فحضرته الصلاة فقال أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه رحمهالله وأنا أسمع زين القضاة إمامنا وقدمه ، وصلّى خلفه ، وخطب يوم الجمعة ببصرى وخطب بالرّحبة على ما سمعت ، ولما وصل أبو بكر محمّد بن القاسم بن المظفّر الشّهرزوري إلى دمشق رسولا من الخليفة المسترشد بالله رحمهالله قال : قد اشتقت إلى سماع وعظ القاضي أبي المكارم لأني قد كنت قد سمعته بالعراق وسأل أباه حتى أجاب لأنه كان قد تركه مدة وكان جلوسه في السبع الكبير بالجامع وكان مجلسا موصوفا وهو آخر مجالسه وحضرته.
وبلغني أنه كان يقول في مجلس وعظه من أراد إلّا سؤله فعليه بجيال (٤) الإسلام
__________________
(١) الأرزة : كانت مكان حي الشهداء في طريق الصالحية ، متصلة بسويقة صاروجا تمتد إلى عقبة جوزة الحدباء (غوطة دمشق لمحمد كردعلي ص ١٦٢).
(٢) تقرأ بالأصل : «المهدي» والصواب ما أثبتناه عن م ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٢٦١.
(٣) بصرى : بالشام من أعمال دمشق ، وهي قصبة كورة حوران.
(٤) كذا رسمها بالأصل ، وفي م : بجمال الإسلام ، وهو الظاهر.