أصحابي. يقول ـ حفرت لها حيث يوضع ـ حتى فرغنا منها ، ـ زاد رضوان ـ ثم جئت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقلت : يا رسول الله قد فرغنا منها ، وقالوا : فخرج معي حتى جاءها ، فكنا نحمل إليه الودي فيضعه بيده ويسوى عليها ، فو الذي بعثه بالحق ما مات منها ودية واحدة ، وبقيت عليّ الدراهم. فأتاه رجل من بعض المعادن بمثل البيضة من الذهب. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
«أين الفارسي المسلم الكاتب؟» فدعيت له فقال : «خذ هذه يا سلمان (١) فادّ بها ما عليك» ـ وقال رضوان : فادها مما عليك ـ فقلت : يا رسول الله وأين تقع هذه مما علي؟ قال : «فإن الله عزوجل سيؤدي بها عنك» ، فو الذي نفس سلمان بيده لوزنت لهم منها أربعين أوقية فأدّيتها إليهم ، وعتق سلمان وكان الرق قد حبسني حتى فاتني مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم بدر وأحد ثم عتقت ، فشهدت الخندق ثم لم يفتني معه مشهد (٢).
أنبأنا أبو طالب بن يوسف ، أنا أبو إسحاق البرمكي ، ثم حدّثنا أبو المعمر الأنصاري ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا أبو الحسن بن القزويني وأبو إسحاق البرمكي ، قالا : أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أبو محمّد السكري ، أنا أبو محمّد الدّينوري قال : في حديث سلمان في تفسير قوله : قطن النار : المقيم عندها لا يفارقها ، وهو من قوله : قطن فلان بالمكان إذا وطنه وأقام به يقطن ويقطن قطنا ، فهو قاطن ، وقطن ، كما يقال : هذا فارطكم إلى الماء وفرطكم ، ويجوز أن يكون قطن جمع قاطن مثل حارس وحرس وغائب وغيب ، وكذلك فرط (٣).
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر الذهبي ، أنا رضوان بن أحمد ، أنا أحمد بن عبد الجبار ، نا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق (٤) ، حدّثني عاصم بن عمر بن قتادة ، حدّثني من سمع عمر بن عبد العزيز قال :
__________________
(١) بالأصل هنا : سليمان ، خطأ.
(٢) خبر إسلام سلمان في غير المصادر الثلاثة التي ورد فيها الخبر ، وحلية الأولياء ، وانظر مسند أحمد ٥ / ٤٣٧ ودلائل النبوة لأبي نعيم (٢١٣) والبداية والنهاية بتحقيقنا الجزء الثاني ، والخصائص الكبرى للسيوطي ١ / ٤٥ وسير الأعلام ١ / ٥٠٦ وسيرة ابن هشام ١ / ٢٣٣ وابن سعد ٤ / ١ / ٥٣.
(٣) انظر اللسان «قطن».
(٤) الخبر في سيرة ابن إسحاق ص ٧٠ رقم ٦٩ ونقله ابن هشام ١ / ٢٢١ وابن سعد ٤ / ١ / ٥٧ وسير الأعلام ١ / ٥١١ ـ ٥١٢.