المؤمنين قال : وكأنه عرف فأبى أن يدعه حتى انتسب ، ثم قال للآخر حتى بلغ سلمان فقال : انتسب يا سلمان ، فقال : أنعم الله علي بالإسلام ، فأنا سلمان بن الإسلام ، فقال عمر : قد علمت قريش أن الخطّاب كان أعزّهم في الجاهلية ، وأنا عمر بن الإسلام أخو سلمان بن الإسلام ، أما والله لو لا شيء (١) ، لعاقبتك عقوبة يسمع بها أهل الأمصار ، أما علمت أو ما سمعت أن رجلا انتمى إلى تسعة آباء في الجاهلية فكان عاشرهم في النار ، وانتمى رجل إلى رجل في الإسلام وترك ما فوق ذلك فكان معه في الجنة؟.
أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن التبريزي ، أنا أبو الفتح أحمد بن عبد الله بن أحمد السوذرجاني (٢) ، نا الإمام أبو نعيم ـ إملاء ـ نا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، نا محمّد بن أحمد بن عمرو ، نا عبد الله بن عبد الوهاب ، نا محمّد بن عثمان ، نا زافر بن سليمان ، عن عمرو قال :
قيل لسلمان الفارسي : ما حسبك؟ قال : كرمي (٣) ديني والتراب حسبي ، من التراب خلقت ، وإلى التراب أصير ، ثم أخرج ثم أصير إلى الموازين والحساب ، فإن ثقلت موازيني فما أكرم حسبي وما أكرمني على ربي عزوجل ويدخلني الجنة ، وإن خفّت موازيني فما ألأم حسبي وأهونني على ربي ويعذبني (٤) إلّا أن يعود بالرحمة والمغفرة على ذنوبي كذا قال ، وقد أسقط منه بكر بن خنيس.
أخبرناه على الصواب عاليا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو طاهر الفقيه ، أنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري (٥) ، نا أبو أحمد محمّد بن عبد الوهاب ، أنا إبراهيم الطالقاني ، أخبرني زافر بن سليمان ، عن بكر بن خنيس (٦) ، عن عمرو بن قيس قال :
قيل لسلمان الفارسي : ما حسبك؟ قال : كرمي ديني ، وحسبي التراب ، ومن التراب خلقت ، وإلى التراب أصير ، ثم أبعث وأصير إلى الموازين ، فإن ثقلت موازيني
__________________
(١) بالأصل : «لو لا م» وفي م : «لو لا .... لعاقبتك» والمثبت عن سير الأعلام ١ / ٥٤٤.
(٢) ضبطت عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى سوذرجان ، قرية من قرى أصبهان.
(٣) رسمها بالأصل : «حدمتي» وفي م : حرمتي. والمثبت عن مختصر ابن منظور ١٠ / ٤٦.
(٤) بالأصل وم : «ويعدني» والصواب ما أثبت.
(٥) ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٣٦٤.
(٦) بالمعجمة والنون ، آخره سين مهملة ، مصغرا ، قاله في تقريب التهذيب.