فقال : إنّ خليلي أبا القاسم أمرنا إذا دخل أحدنا على أهله أن يقوم فيصلّي ، ويأمرها فتصلّي خلفه ويدعو ويأمرها فتؤمّن ، ففعل وفعلت. قال : فلما أصبح جلس في مجلس كندة فقال له رجل : يا أبا عبد الله كيف أصبحت ، كيف رأيت أهلك ، فسكت عنه ، فعاد ، فسكت عنه ، ثم قال : ما بال أحدكم يسأل عن الشيء قد وارته الأبواب والحيطان إنما يكفي أحدكم أن يسأل عن الشيء أجيب أو سكت عنه.
قال : وأنا أبو نعيم (١) ، نا أبو سعيد أحمد بن ابنا (٢) بن شيبان العبّاداني (٣) بالبصرة ، حدّثنا الحسين (٤) بن إدريس السّجستاني ، حدّثنا قتيبة بن سعيد ، حدّثنا الوسيم بن جميل ، حدّثني محمّد بن مزاحم ، عن صدقة ، عن أبي عبد الرّحمن السّلمي ، عن سلمان :
أنه تزوج امرأة من كندة فبنى بها في بيتها ، فلما كان ليلة البنّاء مشى معه أصحابه حتى أتى بيت امرأته ، فلما بلغ البيت قال : ارجعوا آجركم الله ، ولم يدخلهم عليها كما فعل السفهاء ، فلما نظر إلى البيت ـ والبيت منجد ـ قال : أمحموم بيتكم أم تحولت الكعبة في كندة؟ قالوا : ما بيتنا بمحموم ، ولا تحولت الكعبة في كندة ، فلم يدخل البيت حتى فرغ (٥) كل ستر في البيت غير ستر الباب ، فلما دخل رأى متاعا كثيرا ، قال : لمن هذا المتاع؟ قالوا : متاعك ومتاع امرأتك ، قال : ما بهذا أوصاني خليلي [أوصاني خليلي](٦) أن لا يكون متاعي في الدنيا إلّا كزاد الراكب ، ورأى خدما فقال : لمن هذا الخدم؟ قالوا : خدمك وخدم امرأتك ، فقال : ما بهذا أوصاني خليلي ، أوصاني خليلي أن [لا](٧) أمسك إلّا ما أنكح أو أنكح ، فإن فعلت فبغين كان على مثل أوزارهن من غير أن ينقص من أوزارهن شيء ، ثم قال للنسوة التي عند امرأته : هل أنتن مخرجات عني؟ مخلّيات بيني وبين امرأتي؟ قلن : نعم فخرجن فذهب إلى الباب حتى أجافه ، وأرخى الستر. ثم جاء حتى جلس عند امرأته فمسح بناصيتها ودعا بالبركة ، فقال لها : هل أنت
__________________
(١) الخبر في حلية الأولياء ١ / ١٨٥ ـ ١٨٦.
(٢) كذا ، وفي الحلية : «ابتاه» ولم نقف عليه.
(٣) هذه النسبة ضبطت عن الأنساب ـ إلى عبّادان بليدة بنواحي البصرة في وسط البحر.
(٤) في الحلية : الحسن.
(٥) الحلية : نزع.
(٦) الزيادة عن حلية الأولياء.
(٧) الزيادة عن حلية الأولياء.