راشد ، نا أبو عامر ، نا الوليد ، نا ثور بن يزيد ، عن علي بن أبي طلحة قال :
اشترى رجل علفا لفرسه فقال لسلمان : يا فارسي تعال فاحمل ، واتّبعه فجعل الناس يسلمون على سلمان فقال : من هذا؟ قالوا : سلمان الفارسي ، فقال : والله ما عرفتك ، فقال سلمان : لا إني أحتسب بما صنعت خصالا ثلاثا : أما إحداهن فإني ألقيت عني الكبر ، وأمّا الثانية فإني أعين رجلا من المسلمين على حاجته ، وأما الثالثة فلو لم تسخّرني لسخّرت من هو أضعف مني فوقيته بنفسي.
قرأت على أبي غالب ، عن أبي إسحاق البرمكي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أبو الحسن الخشّاب ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (١) ، أنا كثير بن هشام ، نا جعفر بن برقان قال : بلغني أنه قيل لسلمان : ما يكرهك الإمارة؟ قال : حلاوة رضاعها (٢) ومرارة فطامها.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ـ قراءة ـ عن أبي إسحاق [البرمكي أنا أبو عمر الخزاز أنا أحمد بن معروف أنا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٣) ، أنا إسماعيل بن عبد الله](٤) بن زرارة الجرمي ، وصوابه الرّقّي (٥) ـ نا جعفر بن سليمان ، نا هشام بن حسان ، عن الحسن قال : كان عطاء سلمان خمسة آلاف وكان على ثلاثين ألفا من الناس يخطب في عباءة يفترش نصفها ويلبس نصفها ، وكان إذا خرج عطاؤه أمضاه ويأكل من سفيف (٦) يده (٧).
قال : وأنا محمّد بن سعد (٨) ، أنا أبو داود سليمان بن داود الطيالسي ويحيى بن عبّاد ، قالا : أنا شعبة ، عن سماك قال : سمعت النعمان بن حميد يقول : دخلت مع خالي على سلمان بالمدائن وهو يعمل الخوص فسمعته يقول : أشتري خوضا بدرهم فأعمله
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٤ / ٨٨.
(٢) في ابن سعد : رضاعتها.
(٣) طبقات ابن سعد ٤ / ٨٦ ـ ٨٧.
(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك على هامشه وبجانبه كلمة صح.
(٥) انظر ترجمته في سير الأعلام ١٢ / ١٢٩.
(٦) السفيف كأمير ، سفّ الخوص أي نسجه (القاموس).
(٧) الخبر في حلية الأولياء ١ / ١٩٨ وأسد الغابة ٢ / ٢٦٨ وسير الأعلام ١ / ٥٤٧ من طريق جعفر بن سليمان.
(٨) طبقات ابن سعد ٤ / ٨٩.