قريش ببدر ، فخرجا من المدينة يعترضان رسول الله صلىاللهعليهوسلم فلقياه بتربان (١) فيما بين ملل والسيّالة على المحجّة منصرفا من بدر ، فلم يشهد طلحة وسعيد الوقعة ، وضرب لهما رسول الله صلىاللهعليهوسلم بسهمانهما وأجورهما في بدر ، فكانا كمن شهدها. وشهد سعيد أحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمّد بن عبد الله ، نا أبو بكر بن خلف ، نا الأستاذ الإمام أبو طاهر محمّد بن محمّد الزّيادي ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين القطان ، نا علي بن الحسن الهلالي ، أنا أبو جابر محمّد بن عبد الملك الأزدي ، نا الحسن بن أبي جعفر ، عن محمّد بن جحادة ، عن الحرّ بن الصّيّاح ، عن المغيرة بن الأخنس (٢) قال : دخلنا على المغيرة بن شعبة وعنده سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ، قال : فدخل قيس بن علقمة فنال من علي فقال سعيد بن زيد : ألا أرى أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ينال منهم ، وأنت ساكت ، إني لعاشر المؤمنين مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم حين سمعته يقول :
«أبو بكر الصّدّيق في الجنّة ، وعمر بن الخطاب في الجنّة ، وعثمان بن عفان في الجنّة ، وعلي بن أبي طالب في الجنّة ، وطلحة بن عبيد الله في الجنّة ، والزّبير بن العوّام في الجنّة ، وسعيد بن أبي وقاص في الجنّة ، وعبد الرّحمن بن عوف في الجنّة» وذكر التاسع آخر قال قلنا : من هو؟ فسكت ، قال : فقلنا : من هو؟ فسكت ، قال : فقلنا : من هو؟ قال : هو سعيد بن زيد ، قال : وأرسل دموعه.
كذا قال المغيرة بن الأخنس ، وذلك وهم ، إنما هو عبد الرّحمن بن الأخنس.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب.
ح وأخبرناه أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري ، قالا : أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٣) ، حدّثني أبي قال : نا محمّد بن جعفر ، نا شعبة ، وحجاج
__________________
(١) تربان : واد بين ذات الجيش وملل والسيالة على المحجة نفسها ، نزلها رسول الله صلىاللهعليهوسلم في غزوة بدر (ياقوت).
(٢) كذا بالأصل وم «المغيرة بن الأخنس» وهو خطأ والصواب : عبد الرحمن بن الأخنس ففي ترجمته في تهذيب التهذيب ٣ / ٣٣٥ يروي عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل حديث عشرة في الجنّة وعنه الحر بن الصياح ، وسينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.
(٣) مسند أحمد بن حنبل ١ / ١٨٨.