«من أخذ شبرا من الأرض بغير حق طوّقه يوم القيامة من سبع أرضين» لتأتين فلتأخذن ما كان لها من حق ، اللهمّ فإن كانت كذبت عليّ فلا تمتها حتى تعمي بصرها ، وتجعل منيتها فيها ، ارجعوا فأخبروها ذلك ، قال : فجاءت فهدمت الضفيرة وبنت بنيانا فلم يلبث إلّا قليلا حتى عميت ، [وكانت](١) تقوم من الليل ومعها جارية لها تقودها لتوقظ العمال فقامت ليلة ، وتركت الجارية لم توقظها فخرجت [تمشي](٢) حتى سقطت في البئر فأصبحت فيه ميّتة (٣).
أنبأنا أبو علي الحدّاد ، أنا أبو نعيم الحافظ (٤) ، نا أبو عمرو بن حمدان ، نا الحسن بن سفيان ، نا أحمد بن عيسى ، نا ابن وهب ، أخبرني يونس ، عن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم : أن أروى استعدت على سعيد بن زيد [إلى](٥) مروان بن الحكم فقال سعيد : اللهم إنها قد زعمت أني ظلمتها ، فإن كانت كاذبة فاعم بصرها وألقها في بئرها ، وأظهر من حقي نورا بيّن للمسلمين أنّي لم أظلمها ، قال : فبينا هم على ذلك إذ سال العقيق بسيل لم يسل مثله قط ، فكشف عن الحدّ (٦) الذي كانا يختلفان فيه ، فإذا سعيد قد كان في ذلك صادقا ، ولم نلبث إلّا يسيرا (٧) حتى عميت ، فبينا هي تطوف في أرضها تلك فسقطت في بئرها ، قال : فكنا ونحن غلمان نسمع الإنسان يقول للإنسان : أعماك الله كما أعمى الأروى. فلا يظن إلّا أنه يريد الأروى التي من الوحش ، فإذا هو إنما كان ذلك لما أصاب أروى من دعوة سعيد بن زيد.
ومما يتحدث الناس به ممّا استجاب الله له سؤله قال (٨) : ونا الحسن بن سفيان ، نا محمّد بن رمح بن مهاجر ، نا ابن لهيعة ، عن محمّد بن زيد بن مهاجر أنه سمع أبا غطفان المرّي يخبر :
__________________
(١) بياض بالأصل ، ويوجد علامة تحويل إلى الهامش ، لكنه لم يكتب شيئا به ، واللفظة استدركت عن الاستيعاب ٢ / ٧.
(٢) الزيادة عن الاستيعاب ٢ / ٨.
(٣) الخبر نقله ابن عبد البر من طريق عبد الوارث بن سفيان بسنده إلى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم.
(٤) الخبر في حلية الأولياء ١ / ٩٦ ـ ٩٧.
(٥) زيادة لازمة عن حلية الأولياء.
(٦) تقرأ بالأصل وم : «الحر» والمثبت عن الحلية.
(٧) في الحلية المطبوعة : «إلّا شهرا». وبهامشها عن إحدى النسخ : «إلّا يسيرا».
(٨) القائل هو أبو عمرو بن حمدان كما يفهم من سياق عبارة حلية الأولياء ١ / ٩٧.