شعيب بن سهل قاضي بغداد ، فقال : أخزاه الله كان يرى رأي جهم.
أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنبأ وأبو الحسن بن سعيد ، ثنا أبو بكر الخطيب (١) ، أنبأ الأزهري ، أنبأ علي بن عمر الحافظ ، ثنا عبد الله بن إسحاق البغوي ، ثنا الحارث بن أبي أسامة ، قال : سنة سبع وعشرين ومائتين فيها وثوب قوم يوم الجمعة لثلاث ليال بقين من ربيع الأول في مسجد الرصافة على رجلين من الجهمية ، فضربوهما وأذلّوهما (٢) ثم مضوا إلى مسجد شعيب بن سهل القاضي يريدون محو كتاب كان كتبه على مسجده ، فذكر أن القرآن مخلوق ، فأشرف عليهم خادم لشعيب ، فرماهم بالنشاب ، فوثبوا فأحرقوا باب شعيب ، وانتهب ناس منزله ، وأرادوا نفسه ، فهرب منهم ، وهو أوّل قاض حرق بابه وانتهب منزله ، فيما بلغنا ، وكان يقول قول جهم متعصبا (٣) لأهل السنّة ، متحاملا عليهم منتقضا (٤) لهم ، لا يقبل لأحد منهم صرفا ولا عدلا.
وقال الحارث أيضا : سنة ثمان وعشرين ومائتين فيها عزل عبد الرّحمن بن إسحاق القاضي عن الجانب الغربي ، وعزل شعيب بن سهل عن الجانب الشرقي.
قالا : وقال لنا أبو بكر الخطيب : شعيب بن سهل بن كثير أبو صالح الرازي ، يعرف بشعبويه ، ولي قضاء الرصافة بعد موت جعفر بن عيسى الحسني في أيام المعتصم ، وحدّث عن الصباح بن محارب ، روى عنه ابن أخته (٥) محمّد بن كثير.
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنبأ مكي بن محمّد ، أنبأ أبو سليمان الربعي ، قال : قال الحسن بن علي : وفيها ـ يعني سنة ست وأربعين ومائتين ـ مات شعيب بن سهل الرازي القاضي ، وذكر أحمد بن كامل بن خلف القاضي ، قال : سنة ست وأربعين ومائتين مات فيها شعيب بن سهل الرازي الملقّب بشعبويه القاضي وكان جهميا يصرح بالمخلوق وينفي الصّفات والرؤية.
أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنبأ وأبو الحسن بن سعيد ، ثنا أبو بكر أحمد بن
__________________
(١) تاريخ بغداد ٩ / ٢٤٣.
(٢) عن تاريخ بغداد ، وبالأصل : وادلوهما.
(٣) تاريخ بغداد : مبغضا.
(٤) تاريخ بغداد : منتفصا.
(٥) تاريخ بغداد : ابن أخيه.