وفد الأحوص على الوليد بن عبد الملك وامتدحه ، فأنزله منزلا ، وأمر بمطبخة [أن] يمال (١) عليه ، ونزل على الوليد شعيب بن عبد الله بن عمرو بن العاص ، وكان الأحوص (٢) يراود وصفاء للوليد خبازين علي أنفسهم فلا يسجعون (٣) أن يذكروه للوليد ، وكان شعيب بن عبد الله قد غضب على مولى ونحاه ، فلما خاف الأحوص أن يفتضح بمراودته الغلمان دسّ لمولى شعيب ذلك فقال له : ادخل على أمير المؤمنين فاذكر أن شعيبا أرادك عن نفسك ، ففعل المولى ، فالتفت الوليد إلى شعيب فقال : ما يقول هذا؟ [فقال :](٤) لكلامه غور (٥) فاشدد به بصدقك أصلحك الله ، فشدّ به ، فقال : أمرني الأحوص ، فقال قيّم الخبازين : أصلحك الله ، الأحوص يراود غلمانك عن أنفسهم ، فأرسل به الوليد إلى ابن حزم بالمدينة ، وأمره أن يجلده مائة ويصب عليه زيتا ويقيمه على البلس (٦) ، ففعل ذلك به ، فقال وهو على البلس أبياته الذي يقول فيها :
ما من عظيمة نكبة أمنى بها (٧) |
|
إلّا تشرّفني وترفع شأني |
كذا قال ، وهو شعيب بن محمّد بن عبد الله نسبه إلى جده.
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ، قالا : أنبأ أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، ثنا أحمد بن سليمان ، ثنا الزبير بن بكار ، قال : فولد عبد الله بن عمرو بن العاص محمّد بن عبد الله ، وأمّه بنت محمية بن جزء (٨) الزبيدي ، فولد محمّد [بن](٩) عبد الله شعيبا لأم ولد ، فمن ولد شعيب بن محمّد بن [عبد الله](١٠)
__________________
(١) بالأصل : «بحال» والصواب والزيادة عن الأغاني.
(٢) بالأصل : الأخوص ، خطأ.
(٣) كذا بالأصل ، ولم ترد في الأغاني.
(٤) الزيادة عن الأغاني.
(٥) بالأصل عور ، والصواب عن الأغاني ، أي في كلامه معنى خفي غير واضح.
(٦) عن الأغاني ، وبالأصل : «الناس» ، والبلس : «بضمتين» : جمع بلاس كسحاب ، وهي غرائر كبار من مسوح يجعل فيها التين ويشهر عليها من ينكل به وينادي عليه.
(٧) في الأغاني : من من مصيبة نكبة أمنى بها.
وفي ديوان الحماسة :
ما تعتريني من خطوب ملمة
(٨) بالأصل : «بنت محمد بن حر» والمثبت : «بنت محمية بن جزء» عن نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٤٠٩.
(٩) زيادة لازمة منا للإيضاح.
(١٠) زيادة لازمة منا للإيضاح.