وأما تريني اليوم أودت بشاشتي |
|
وأضمر خرمي طول ما أتقلقل |
فأصبحت مثل السّيف صلبا وقد أرى |
|
يردد في طرفه المتأمل |
وله :
قد أوهنت جثمانه وتلعنت |
|
شامورة سلمى فأصبح مدنفا |
تراه صحيحا كل خلو من الهوى |
|
ويحسبه الطبّ المحب على شفا |
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمّد الأموي (١) ، أخبرني الحرمي ، نا الزبير.
ح قال : وأنبأ يحيى بن علي ، عن [أبي](٢) أيوب المديني ، عن زبير قال : قال جلال بن عبد العزيز : وقال يحيى بن خلاد ، عن أبي أيوب جلال بن عبد العزيز : قال استأذن ابن ميّادة على الوليد بن يزيد وعنده شقران مولى قضاعة ، فأدخله في صندوق وأذن لابن ميّادة ، فلما دخل أجلسه على الصّندوق واستنشده هجاء شقران ، فجعل ينشده ، ثم أمر بفتح الصّندوق فخرج عليه شقران وجعل يهدر كما يهدر الفحل ويقول :
سأعكم عن قضاعة كلب قيس |
|
على حجر فينصب العكام (٣) |
أسير أمام قيس كلّ يوم |
|
وما قيس بسائرة أمامي |
وقال أيضا وهو يسمع (٤) :
إنّي إذا الشعراء لاقى بعضهم |
|
بعضا ببلقعة يريد نضالها |
وقفوا لمرتجز (٥) الهدير إذا دنت |
|
منه المكاره (٦) قطّعت أبوالها |
فتركتهم زمرا تزمزم (٧) باللجا |
|
عنها عنافق قد خلعت سبالها |
__________________
(١) الخبر في كتاب الأغاني ٢ / ٣٠٧ ـ ٣٠٨ في أخبار ابن ميادة.
(٢) زيادة عن الأغاني.
(٣) في الأغاني : سأكعم ... فينصت للكعام.
وعكم مثل كعم معنى. والكعم شد فم البعير لئلا يعض أو يأكل وشد فم الكلب لئلا ينبح ، يقال كعمه : إذا شد فاه بالكعام.
(٤) الأبيات في الأغاني ٢ / ٣٠٨.
(٥) بالأصل : «لم تجز» والمثبت عن الأغاني ، ويقال : ارتجز الرعد إذا سمع له صوت متتابع.
(٦) في الأغاني : «البكارة» بدل «المكاره».
(٧) الأغاني : ترمز باللحى ... قد حلقت سبالها.
والعنافق جمع عنفقة وهي الشعرات التي بين الدقن وطرف الشفة العليا.
والسبال جمع سبلة وهي ما على الشارب من الشعر ، وقيل : مجتمع الشاربين.