أخبرنا أبو القاسم ، أنبأ أبو بكر البيهقي ، أنبأ أبو سعد أحمد بن محمّد الماليني ، ثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب ، ثنا عبد الله بن سهل ، قال : سمعت حاتم (١) الأصم يقول : قال شقيق :
من شكا مصيبة نزلت به إلى غير الله لم يجد في قلبه لطاعة الله حلاوة أبدا.
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري ، أنبأ أبي الأستاذ أبو القاسم قال : وقال شقيق : إن أردت أن تعرف الرجل فانظر إلى ما وعده الله تعالى ، ووعده الناس بأيهما يكون قلبه أوثق (٢).
وقال شقيق : تعرف تقوى الرجل بثلاثة أشياء : في أخذه ، ومنعه ، وكلامه (٣).
قال الأستاذ (٤) : وحكى حاتم الأصم قال :
كنا مع شقيق في مصافّ نحارب الترك ، في يوم لا يرى فيه إلّا رءوس تندر (٥) ، ورماح تقصف (٦) ، وسيوف تتقطع ، فقال لي شقيق : كيف ترى نفسك يا حاتم في هذا اليوم؟ تراه مثل ما كنت في الليلة التي زفت إليك امرأتك؟ فقلت : لا والله ، قال : لكني والله أرى نفسي في هذا اليوم مثل ما كنت تلك الليلة ، ثم نام بين الصّفين ، ودرقته (٧) تحت رأسه حتى سمعت غطيطه.
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله (٨) ، ثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، ثنا عمر بن الحسين (٩) ، ثنا محمّد بن أبي عمران قال :
__________________
(١) كذا ، والأظهر : حاتما.
(٢) الرسالة القشيرية ص ٣٩٨ وانظر حلية الأولياء ٨ / ٦٤.
(٣) الرسالة القشيرية ص ٣٩٨.
(٤) المصدر السابق ص ٣٩٨ وحلية الأولياء ٨ / ٦٤ ونقله الذهبي في السير ٩ / ٣١٤ من طريق محمد بن عمران.
(٥) عن المصادر ، وبالأصل : «تندب» وتندر أي تسقط.
(٦) في الحلية : تقصر.
(٧) الدرقة : الترس المصنوع من الجلد وبدون خشب.
(٨) الخبر في حلية الأولياء ٨ / ٦٤.
(٩) في الحلية : عمر بن الحسن.