عليه ، فقال : أما قولك إن تعفيني (١) أيها الأمير فهو أحبّ إليّ وإن تقحمني الأمير أقتحم ، فإنا إن لا نجد غيرك نقحمك ، وإن نجد غيرك لا نقحمك ، وأمّا قولك إن الناس لم يهابوا أميرا هيبتهم إيّاي ، فإني والله ما أعلم اليوم رجلا هو أجرأ على دم منّي ، ولقد ركبت أشياء هابها الناس ففرج لي بها ، انطلق يرحمك الله.
قال : فعدلت عن الطريق كأني لا أبصر ، فقال : أرشدوا الشيخ ، أرشدوا الشيخ ، قال : فجاءني إنسان وأخذ بيدي.
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، وأبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم ، قالا : أنبأ أبو سعيد محمّد بن علي ، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن محمّد ، أنبأ أبو العباس محمّد بن عبد الرّحمن ، ثنا محمّد بن جهم السمري ، ثنا جعفر بن عون ، أنبأ أبو سعد ، اسمه سعيد بن المرزبان عن (٢) أبي وائل ، قال :
أرسل إليّ الحجّاج فجاءني الرسول فقال : أجب ، فقلت : اتركني حتى أطرح عليّ ثوبا ، فقال : فقال : ما أنا بتاركك ، قال : فدعوني بثوبي وطرحته عليّ ، ثم انطلقت معه ، فدخلت عليه وهو متكئ على حاياه (٣) ما أرى إلّا رأسه ، فسلّمت فردّ قال : قلت : صالحة ، قال : ما اسمك؟ قلت : ما أرسلت إليّ إلّا وأنت تعلم اسمي ، قال : متى سكنت هذه البلاد؟ قلت : حين سكنها أهلها ، قال : ما معك من القرآن؟ قلت : معي ما إن عملت به كفاني ، قال : ما تقول في رجل قتل امرأة؟ قلت : يقتل بها ، قال : الرجل بالمرأة؟ قلت : نعم ، النفس بالنفس ، قال : فما تقول في رجل تزوج امرأة فهلك عنها قبل أن يدخل بها؟ قال : قلت : لها الميراث وعليها العدّة ، قال : ما أراني إلّا مستعملك على القضاء ، قال : إن تفعل تستعمل شيخا أخرق ، وإن تأبى إلّا أن أقتحم أقتحم ، قلت : قد أدركت عمر هلم إليك حراما فرقت فرقي إيّاك أحدا ، قال : إن تفعل فإنه لم يبق اليوم أحد أجرأ مني على دم تعاهدنا ، فتركت الباب وعمدت إلى الحائط ، فقال : من هاهنا ، سدّدوا الشيخ.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأ أبو الفضل بن البقّال ، أنبأ أبو الحسين بن
__________________
(١) كذا ، والصواب : تعفني.
(٢) بالأصل : «بن» خطأ.
(٣) كذا.