أخبرنا أبو غالب ، أنبأ محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنون ، أنبأ أبو القاسم موسى بن عيسى بن عبد الله السراج ، ثنا محمّد بن محمّد بن سليمان ، ثنا عبد الرّحمن بن يونس ، ثنا عمر بن أيوب ، ثنا عيسى بن المسيّب ، عن عامر ، عن شريح القاضي قال :
قال لي عمر بن الخطاب أن اقض بما استبان لك من كتاب الله عزوجل ، فإن لم تعلم كتاب الله كله فاقض بما استبان لك من قضاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فإن لم تعلم كل أقضية رسول الله صلىاللهعليهوسلم فاقض بما استبان لك من أمر الأئمة المهتدين ، فإن لم تعلم كل ما قضت به الأئمة المهتدين فاجتهد رأيك واستشر أهل العلم والصلاح (١).
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنبأ أبو بكر البيهقي ، أنبأ أبو نصر بن قتادة الأنصاري ، وأبو حازم الحافظ ، قالا : نا أبو الفضل بن حميرويه ، ثنا أحمد بن محمّد ، ثنا سعيد بن منصور ، ثنا هشيم ، ثنا سيّار ، عن الشعبي قال : لما بعث عمر بن الخطاب شريحا على قضاء أهل الكوفة قال : انظر ما تبين لك من كتاب الله فلا تسأل عنه أحدا ، وما لم يتبين لك في كتاب الله فابتغ فيه السنّة ، وما لم يتبين لك في السّنة فاجتهد فيه رأيك.
قال : وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، ثنا سعيد بن عثمان التنوخي الحمصي ، نا معاوية بن حفص كوفي ، أنبأ علي بن مسهر ، وابن فضيل ، وأسباط وغيره ، عن أبي إسحاق الشيباني ، عن الشعبي ، عن شريح :
أن عمر بن الخطّاب كتب إليه : إذا حال أمر في كتاب الله عزوجل فاقض ولا يلفتنك عنه الرجال ، فإن أتاك ما ليس في كتاب الله فانظر سنّة رسول الله صلىاللهعليهوسلم فاقض بها ، فإن جاءك بما ليس في كتاب الله ولم يكن فيه سنّة من رسول الله صلىاللهعليهوسلم فانظر ما اجتمع عليه الناس فخذ به ، فإن حال ما ليس في كتاب الله ولم يكن فيه سنّة من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولم يتكلم فيه أحد قبلك فاختر أي الأمرين شئت : إن شئت أن تجتهد رأيك ثم تقدم فتقدم ، وإن شئت أن تأخر فتأخر ، ولا أرى التأخر إلّا خير لك (٢).
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل ، أنبأ أبو بكر البيهقي ، أنبأ أبو سعيد
__________________
(١) الخبر في أخبار القضاة لوكيع ٢ / ١٨٩.
(٢) المصدر السابق ٢ / ١٩٠.