طلب شمر ـ يعني مضى (١) شمر حتى ينزل ساتيدما (٢) ثم مضا حتى ينزل إلى جانب قرية ، يقال لها : الكلتانية (٣) على شاطئ نهر إلى جانب تلّ ، ثم أرسل إلى تلك القرية فأخذ منها علجا ثم قال : النجاء بكتابي هذا إلى المصعب بن الزبير ، وكتب عنوانه للأمير مصعب بن الزبير من شمر بن ذي الجوشن ، قال : فمضى العلج حتى يدخل قرية فيها بيوت وفيها أبو عمرة ، وقد كان المختار بعثه في تلك الأيّام إلى تلك القرية ليكون مسلحة فيما بينه وبين أهل البصرة ، فلقي ذلك العلج علجا (٤) من أهل تلك القرية فأقبل يشكو إليه ما لقي من شمر ، وأنه لقائم معه يكلمه (٥) إذ مر به رجل من أصحاب أبي عمرة فرأى الكتاب مع العلج [وعنو](٦) انه لمصعب من شمر ، فسألوا (٧) : العلج عن مكانه الذي هو به (٨) ، فإذا ليس بينهم وبينه إلّا ثلاثة فراسخ ، فأقبلوا يسيرون إليه.
قال (٩) : أبو مخنف ، فحدّثني مسلم بن عبد الله قال : وأنا والله مع شمر تلك الليلة ، فقلنا له : لو أنك ارتحلت بنا من هذا المكان فإننا نتخوف به ، فقال : أو كل هذا فرقا من هذا الكذّاب ، والله لا أتحول منه ثلاثة أيام ، ملأ الله قلوبكم رعبا ، قال : وكان ذلك المكان الذي كنّا به فيه دبى كثير ، فو الله إني لبين اليقظان والنائم إذا سمعت وقع حوافر الخيل ، فقلت [في نفسي :](١٠) والله صوت الدّبا ، ثم اني سمعت أشد من ذلك ، فانتبهت ومسحت عيني ، فقلت : لا والله ما هذا بالدبا ، قال : وذهبت لأقوم ، فإذا أنا بهم قد أشرفوا علينا من التل ، فكبّروا ثم أحاطوا بأبياتنا ، وخرجنا نشتد (١١) على أرجلنا وتركنا خيلنا ، قال : فأمّر على شمر وانه لمرتدي (١٢) ببرد محفق (١٣) وكان أبرص ، فكأني
__________________
(١) عن الطبري وبالأصل قضى.
(٢) جبل بين ميافارقين وسعرت (ياقوت).
(٣) قرية بين السوس والصيمرة ، قتل بها شمر بن ذي الجوشن (ياقوت).
(٤) عن الطبري وبالأصل : «سحا».
(٥) عن الطبري وبالأصل : «كامة؟؟».
(٦) بياض بالأصل ، واللفظة أثبتناها عن الطبري.
(٧) عن الطبري وبالأصل : قالوا.
(٨) بالأصل : صوبه ، والمثبت عن الطبري.
(٩) عن الطبري وبالأصل : قالوا.
(١٠) ما بين معكوفتين مطموس بالأصل ، والمثبت عن الطبري.
(١١) بالأصل : يشتد.
(١٢) كذا ، وفي الطبري : لمتّزر.
(١٣) محقق أي محكم النسج.