أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنبأ أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، ثنا يحيى بن محمّد بن صاعد ، ثنا الحسين بن الحسن ، أنبأ عبد الله بن المبارك ، أنبأ أبو بكر بن أبي مريم الغسّاني ، حدّثني حمزة بن حبيب بن صهيب ، عن مولى لأبي ريحانة ، عن أبي ريحانة ـ وكان من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم ـ :
أنه قفل من بعث غزا فيه ، فلما انصرف أتى أهله فتعشى من عشائه ، ثم توضّأ (١) بوضوء فتوضأ منه ، ثم قام إلى مسجده فقرأ سورة ، ثم أخرى ، فلم يزل ذلك مكانه على ما فرغ من سورة افتتح أخرى ، حتى إذا أذّن المؤذن من السحر ، شدّ عليه ثيابه فأتته امرأته فقالت : يا أبا ريحانة قد غزوت فتغيب (٢) في غزوتك ثم قدمت ، ألم يكن لي منك حظ ونصيب؟ فقال : بلى ، والله ما خطرت لي على بال ، ولو ذكرتك لكان لك عليّ حق ، فقالت : فما الذي شغلك يا أبا ريحانة؟ قال : لم يزل يهوى قلبي فيما وصف له في جنته من لباسها وأزواجها ولذاتها حتى سمعت المؤذن.
أخبرنا أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن علي بن الحسن ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنبأ أبو طاهر بن علي بن محمّد بن يوسف بن الغلّابي الواعظ ، أنبأ أبي ، أنبأ أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن ، أنا إسحاق بن إبراهيم (٣) ، نا أحمد بن أبي الحواري ، ثنا علي بن أبي الحر قال : جاء أبو ريحانة إلى أهله ، فلما أتاهم خرج إلى المسجد إلى أصحابه يحدّثهم ، وتهيئت امرأته له ، فلما صلّى العشاء (٤) مسجد بيته يوتر ، وجلست امرأته على الفراش في قبّتها ، قال : فما زال قائما وراكعا وساجدا (٥) يطلع عليه الفجر ، قال : فقالت له : سبحان الله أما كان لنا فيك نصيب؟ فقال : والله ما خطرت على قلبي ، وما زال يهوى فيما أعدّ الله لأوليائه في الجنة حتى أصبحت ، وركب دابته ورجع.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنبأ أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأ يحيى بن محمّد بن صاعد ، ثنا الحسين بن الحسن ، أنبأ عبد الله بن المبارك ، أنبأ أبو
__________________
(١) كذا ، ولعله : ثم دعا بوضوء.
(٢) كذا ، وفي مختصر ابن منظور ١٠ / ٣٣٦ فتعبت.
(٣) بياض بالأصل.
(٤) بياض بالأصل.
(٥) بياض بالأصل.