سعيد القيسي ، نا يحيى بن سعيد السعيدي (١) ، حدّثني ابن جريج ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن عبيد بن عمير الليثي ، عن أبي ذرّ قال :
دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم المسجد وهو جالس وحده ، فاغتنمت خلوته ، فقال : «يا أبا ذرّ إنّ للمسجد تحية» ، قلت : وما تحيته يا رسول الله؟ قال : «ركعتان» ، فركعتهما ثم التفتّ إليه فقلت : يا رسول الله أنت أمرتني بالصّلاة ، فما الصّلاة؟ قال : «خير موضوع ، من شاء أقلّ ، ومن شاء أكثر» ، قلت : يا رسول الله أيّ الأعمال أحبّ إلى الله؟ قال : «الإيمان بالله تعالى ، ثم الجهاد في سبيله» ، قلت : يا رسول الله أي المؤمنين أكمل إيمانا؟ قال : «أحسنهم خلقا» ، قلت : يا رسول الله فأيّ المؤمنين (٢) أفضل؟ قال : «من سلم المسلمون من لسانه ويده» ، قلت : فأي الهجرة أفضل؟» قال : «من هجر السوء» ، قلت : فأي الليل أفضل؟ قال : «جوف الليل الغابر» (٣) ، قلت : فأي الصلاة أفضل؟ قال : «طول القنوت» ، قلت : فأيّ الصّدقة أفضل؟ قال : «جهد (٤) من مقلّ إلى فقير في سرّ» ، قلت : فما الصوم؟ قال : «فرض مجزي وعند الله أضعافا كثيرة» ، قلت : أي الرّقاب أفضل؟ ، قال : «أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها» ، قلت : فأي الجهاد أفضل؟ قال : «من عقر جواده وأهريق دمه» ، قلت : أي آية أنزلها الله عليك أعظم؟ قال : «آية الكرسي» ثم قال : «يا أبا ذرّ ما السموات السبع في الكرسيّ إلّا كحلقة ملقاة بأرض فلاة ، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة» ، قلت : يا رسول الله كم النبيّون؟ قال : «مائة ألف وأربعة وعشرون ألف نبي» قلت : يا رسول الله كم المرسلون؟ قال : «ثلاثمائة وثلاثة عشر جمّ الغفير» قلت : من كان أول الأنبياء؟ قال : «آدم : «آدم» ، قلت : وكان من الأنبياء مرسلا؟ قال : «نعم ، مكلّما خلقه الله بيده ، ونفخ [فيه](٥) من روحه» ثم قال : «يا أبا ذر أربعة من الأنبياء سريانيون : آدم ، وشيث ، وإدريس ـ وهو أوّل من خط بالقلم ـ ونوح ، وأربعة من العرب : هود ، وصالح ، وشعيب ، ونبيّك محمّد صلىاللهعليهوسلم ، وأول الأنبياء آدم ، وآخرهم [محمّد صلىاللهعليهوسلم ، وأوّل نبي من الأنبياء من بني
__________________
(١) الجليس الصالح : السعدي.
(٢) الجليس الصالح : المسلمين.
(٣) مهملة بدون نقط بالأصل ، والمثبت عن الجليس الصالح.
(٤) تقرأ بالأصل : جهة ، والمثبت عن الجليس الصالح.
(٥) زيادة عن الجليس الصالح.