قال الخطيب : وحدّثني عبد العزيز بن جعفر ، عن أبي بكر الخلّال ، قال : كان صالح بن أحمد بن حنبل شيخا (١) جيّدا. خبرني الحسن بن علي الفقيه بالمصّيصة ، قال : كان صالح قد افتصد ، فدعا إخوانه وأنفق في ذلك اليوم نحوا (٢) من عشرين دينارا في طيب وغيره ، قال : ـ كان ـ وأحسب كان في الدعوة ابن أبي (٣) مريم ، وذكر عدة ، قال : فإذا أبو عبد الله قد دقّ الباب ، قال : فقال له ابن أبي (٤) مريم : أسبل علينا السّتر لا تفتضح ، ولا يشم أبو عبد الله رائحة الطيب ، قال : فدخل أبو عبد الله ، فقعد في الدار وسأله عن أحواله ، وقال له : خذ هذه الدرهمين فأنفقهما اليوم ، وقام وخرج ، فقال ابن أبي مريم لصالح : فعل الله بك وفعل ، لم أردت أن تأخذ الدرهمين منه.
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا أبو الحسن المؤدب ، أنا أبو سليمان بن زبر ، قال : قال الحسن بن علي : فيها ـ يعني سنة أربع وستين ومائتين ـ مات صالح بن أحمد بن حنبل.
أنبأنا أبو علي الحداد ، وحدّثني أبو مسعود المعدل ، أنا أبو نعيم الحافظ (٥) ، قال : صالح بن أحمد بن حنبل قدم أصبهان قاضيا عليها ، وتوفي بها ، وقبره بباب تيرة (٦) بالمدينة ، حدّث عنه ابن أبي عاصم ، وروى عن أبيه ، وعن أبي الوليد الطيالسي والبصريين ، توفي سنة خمس وستين ومائتين.
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ، نا وأبو النجم بدر بن عبد الله ، أنا أبو بكر الخطيب (٧) ، أنا محمّد بن عبد الواحد ، أنا محمّد بن العباس ، قال : قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع ، قال : وكان صالح بن أحمد بن حنبل قد ولي القضاء بأصبهان ، فخرج من هاهنا ، فمات بها وذلك في شهر رمضان سنة ست وستين ، وله حينئذ ثلاث وستون سنة ، وكان مولده سنة ثلاث ومائتين.
__________________
(١) تاريخ بغداد : سخيّا.
(٢) بالأصل : نحو ، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(٣) كتبت فوق الكلام بين السطرين.
(٤) كتبت فوق الكلام بين السطرين.
(٥) أخبار أصبهان ١ / ٣٤٨.
(٦) في أخبار أصبهان : طيره.
(٧) تاريخ بغداد ٩ / ٣١٩.