فكم فتي قد بات في نعمة |
|
فسلّ منها الليلة الثانية |
أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله بن رضوان ، أنا أبو محمّد الجوهري ، نا أبو عمر بن حيّوية ، أنا محمّد بن خلف بن المرزبان ، قال : وقال صالح بن جناح : أصل المروءة الحزم ، وثمرها الظفر ، إذا طلب رجلان أمرا ظفر به أعظمهما مروءة.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأ أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو زكريا يحيى بن محمّد بن عبد الله العنبري ، نا الحسين بن محمّد بن زياد القباني (١) ، حدّثني أبو بكر محمّد بن الحسين أنه سمع صالح بن جناح يقول :
اعلم أن من الناس من يجهل إذا حكمت (٢) عنه ، ويحكم إذا جهلت عليه ، ويحسن إذا أسأت به ، ويسيء إذا أحسنت إليه ، وينصفك إذا ظلمته ، ويظلمك إذا أنصفته ، فمن كان هذا خلقه فلا بدّ من خلق ينصفك من خلقه ، ثم قحة تنصف من قحته (٣) ، وجهالة تقدع من جهالته ، وإلا أذلّك لأن بعض الحلم إذعان ، وقد ذل من ليس له سفيه يعضده ، وضلّ من ليس له حكيم يرشده ، وفي الجهالة وبعضها للأخيار (٤) أقول (٥) :
لئن كنت محتاجا إلى العلم إنّني |
|
إلى الجهل في بعض الأحايين أحوج |
ولي فرس للحلم بالحلم ملجم |
|
ولي فرس للجهل بالجهل مسرج |
فمن شاء تقويمي فإني مقوّم |
|
ومن شاء تعويجي فإني معوّج |
وما كنت أرضى الجهل خدنا (٦) ولا أخا |
|
ولكنني أرضى به حين أحوج |
فإن قال بعض الناس فيه سماجة |
|
فقد صدقوا والذلّ بالحر أسمج |
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، أنا أحمد بن علي المروزي ، أنشدني المازني لبعضهم :
لئن كنت محتاجا إلى الحلم إنني |
|
إلى الجهل في بعض الأحايين أحوج |
__________________
(١) ترجمته في سير الأعلام ١٣ / ٤٩٩.
(٢) في مختصر ابن منظور ١١ / ٢٨ : إذا حلمت .. ويحلم.
(٣) في المختصر : جهته.
(٤) عن المختصر وبالأصل «الأحيان».
(٥) الأبيات في الوافي بالوفيات ١٦ / ٢٥٥.
(٦) في الوافي : خلا.