ومن سيرها العنق المسبطر |
|
والعجز فيه بعد الكلال |
أي الممتد. وازبأرت : اقشعرت وتنفشت.
وقال امرؤ القيس يصف فرسا (١) :
لها ثنن كخوافي العقاب |
|
سود يفين إذا تزبئر |
والثنّة : الشعر المتعلق في مآخير قوائمها. يفين : يكثرن. إذا تزبئر : أي تنفش (٢).
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنبأ محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي ، أنبأ أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن سعيد بن محارب بن عمرو الأنصاري الأوسي الإصطخري ـ قراءة ـ ثنا أبو خليفة ـ وهو الفضل بن الحباب ـ ثنا العكلي ، عن ابن أبي خالد ، عن الهيثم بن عدي ، عن ابن عباس ، عن أبيه قال :
شهدت شريحا وأتاه رجل يخاصم امرأته فقال : إنّ هذه حديدة الوكبة ، سريعة الوثبة ، تؤذي الجار ، وتشتم البعل ، وتقو (٣) الهجر ، فقال شريح : سبحان الله دون هذا الكلام ، عافاك الله ، فقالت المرأة : الله أيها الحاكم ، هو زمر المذوة (٤) صفر المزوة ، كثير التفقد قليل التعهد ، إن جاع ضرع وإن شبع استشبع ، فقال شريح : قوما عني في غير حفظ الله.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنبأ رشأ بن نظيف ، أنبأ أبو محمّد الحسن بن إسماعيل ، أنبأ أحمد بن خيرون ، ثنا أحمد بن محمّد الأزدي ، ثنا الحارث بن عبد الغفار ، قال : سمعت أبي يقول : سمعت أبا سفيان بن العلاء يقول : أتي شريح القاضي يوم (٥) برجل فقالوا : إن هذا خطب إلينا فسألناه عن حرفته فقال : أبيع الدّواب ، فزوجناه فإذا هو يبيع السّنانير ، قال : أفلا قلتم : أيّ الدّواب ، وأجاز شريح نكاحه.
__________________
شرح أشعار الهذليين ٢ / ٤٩٨.
والعنق : السير المنبسط ، العجر فيه : يقول : إذا كلّت الإبل رأيتها تأخذ السير بخرق وضباطة ، وذاك محمود منها.
(١) البيت في ديوانه ط بيروت ص ١١٢ واللسان : زبر.
(٢) كذا ولعله : انتفش ، كما في اللسان : زبر ، في شرحه الكلمة بعد ما ذكر بيت امرئ القيس.
(٣) كذا بالأصل.
(٤) كذا.
(٥) في مختصر ابن منظور ١٠ / ٢٩٩ أتى شريحا القاضي قوم برجل.