أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنبأ أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمّد ، أنا مكي بن عبدان ، أنبأ أحمد بن يوسف الأزدي ، نا الحسن بن بشر ، نا الحكم بن عبد الملك ، عن قتادة ، عن أنس قال : لما كنا نشرق قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ أبا سفيان قريب منكم» فاقترفوا له ، وأخذوه ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أسلم يا أبا سفيان تسلم» ، قال : يا رسول الله قومي قومي ، قال : «قومك من أغلق بابه فهو آمن» ، قال : اجعل لي شيئا ، قال : «من دخل دارك فهو آمن» [٥١١٣].
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي (١) ، أنا أبو علي الروذباري ، أنا أبو بكر بن داسة (٢) ، نا أبو داود ، نا عثمان بن أبي شيبة ، نا يحيى بن آدم ، نا ابن إدريس ، عن محمّد بن إسحاق ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس :
أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم عام الفتح جاءه العباس بن عبد المطلب بأبي سفيان بن حرب فأسلم بمرّ الظهران فقال له العباس : يا رسول الله إنّ أبا سفيان رجل يحب هذا الفخر ، فلو جعلت له شيئا ، قال : «نعم ، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، ومن أغلق بابه فهو آمن» [٥١١٤].
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي (٣) ، أنا أبو الحسين بن بشران ببغداد ، أنا أبو جعفر الرّزّاز ، نا أحمد بن الوليد الفحّام ، نا أبو بلال الأشعري ، نا زياد بن عبد الله ، عن محمّد بن إسحاق ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس قال :
جاء العبّاس بن عبد المطلب إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بأبي سفيان بن حرب فقال : يا رسول الله هذا أبو سفيان يشهد أن لا إله إلّا الله فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يشهد أن لا إله إلّا الله وأنّي رسول الله؟» قال : نعم ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يا أبا الفضل انصرف بضيفك الليلة إلى أهلك ، واغد به» ، فلما غدا به عليه ، فقال العباس : يا رسول الله بأبي أنت وأمي ، إنّ أبا سفيان رجل يحب الشرف والذكر ، فأعطه شيئا يتشرف به ، فقال
__________________
(١) الخبر في دلائل النبوة للبيهقي ٥ / ٣١ وأخرجه أبو داود في كتاب الخراج والإمارة (ح رقم ٣٠٢١).
(٢) بعدها بالأصل : «نا أبو داسة» مقحمة فحذفناها وهذا يوافق عبارة البيهقي.
(٣) الخبر في دلائل النبوة للبيهقي ٥ / ٣١ ـ ٣٢.