رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من دخل دار أبي سفيان فهو آمن» ، فقال أبو سفيان : وما تسع داري؟ فقال : «من دخل الكعبة فهو آمن» ، فقال : وما تسع الكعبة؟ فقال : «من دخل المسجد فهو آمن» ، فقال : وما يسع المسجد؟ فقال : «من أغلق بابه فهو آمن» فقال : هذه واسعة [٥١١٥].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا رضوان بن أحمد.
وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي (١) ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، قالا : أنا أحمد بن عبد الجبّار ، نا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، حدّثني الحسين (٢) بن عبد الله بن عباس ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال :
فلما نزل رسول الله صلىاللهعليهوسلم من المدينة [قال العباس بن عبد المطلب :](٣) واصباح (٤) قريش ، والله لئن بغتها رسول الله صلىاللهعليهوسلم في بلادها فدخل مكة عنوة إنه لهلاك قريش آخر الدهر ، فجلس على بغلة رسول الله صلىاللهعليهوسلم البيضاء ، وقال : أخرج إلى الأراك ، لعلّي أرى حطّابا أو صاحب لبن (٥) أو داخلا يدخل مكة ، فيخبرهم بمكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم ليأتوه فيستأمنوه ، فخرجت ، فو الله إني لأطوف بالأراك ألتمس ما خرجت له إذ سمعت صوت أبي سفيان وحكيم بن حزام (٦) ، وبديل بن ورقاء وقد خرجوا يتحسّبون الخبر عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال : فسمعت أبا سفيان وهو يقول : ما رأيت كاليوم قط نيرانا ، فقال بديل بن ورقاء : هذه والله نيران خزاعة حمشتها (٧) الحرب ، فقال أبو سفيان : خزاعة أقلّ (٨) من ذلك وأذلّ ، فعرفت صوته ، فقلت : يا أبا حنظلة ـ وهو أبو سفيان ـ فقال : أبو
__________________
(١) الخبر في دلائل النبوة للبيهقي ٥ / ٣٢ إلى ٣٥ وسيرة ابن هشام ٤ / ٤٤ إلى ٤٦.
(٢) في دلائل البيهقي : الحسن بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس.
(٣) ما بين معكوفتين زيادة عن المصدرين السابقين.
(٤) عن المصدرين السابقين وبالأصل : باصباح.
(٥) عن المصدرين وبالأصل : «ابن».
(٦) بالأصل «حرام» والمثبت عن البيهقي ، ولم يرد الاسم في سيرة ابن هشام.
(٧) بالأصل : «حشتها» والصواب عن ابن هشام والبيهقي ، وحمشتها الحرب : أحرقتها.
(٨) رسمها بالأصل : «الز» والمثبت عن ابن هشام ، وفي البيهقي : «ألأم».