فاحتمله قال : وهذا ، فرفع عمر يده فقال : الحمد لله الذي آمر أبا سفيان ببطن مكة ، فتطيعني.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس (١) ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو محمّد بن زبر ، ثنا عبد الله بن عمر بن أبي سعد ، نا أحمد بن معاوية ، نا الأصمعي ، عن جويرية بن أسماء :
أن عمر بن الخطاب قدم مكة فجعل يجتاز (٢) في سككها (٣) فيقول لأهل المنازل : قمّوا أفنيتكم ، فمر بأبي سفيان ، فقال : يا أبا سفيان قمّوا فناءكم ، فقال : نعم يا أمير المؤمنين يجيء مهّاننا (٤) ثم إن عمر اجتاز بعد ذلك فرأى الفناء كما كان ، فقال : يا أبا سفيان ألم آمرك أن تقموا فناءكم؟ قال : بلى يا أمير المؤمنين ، ونحن نفعل إذا جاء مهّاننا ، قال : فعلاه بالدرّة بين أذنيه ، فضربه فسمعت هند ، فقالت : أتضربه (٥) أما والله لربّ يوم لو ضربته لأقشعرّ بك بطن مكة ، فقال عمر : صدقت ، ولكن الله رفع بالإسلام أقواما ووضع به آخرين.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، نا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، ثنا حنبل بن إسحاق ، نا داود بن شبيب ، نا حمّاد بن سلمة ، عن ثابت :
أن أبا سفيان ابتنى دارا بمكة ، فأتى أهل مكة عمرا (٦) فقالوا له : إنه قد ضيّق علينا الوادي وسيل علينا الماء ، فأتاه عمر فقال له : خذ هذا الحجر فضعه ثمة ، وخذ هذا الحجر فضعه ثمة ، ثم قال عمر : الحمد لله الذي أذلّ أبا سفيان بأبطح مكة.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٧) ، أنا أحمد بن
__________________
(١) بالأصل : «قيس» خطأ ، والصواب ما أثبت (قارن مع فهارس المطبوعة عاصم ـ عائذ).
(٢) عن مختصر ابن منظور ١١ / ٦٥ وبالأصل : يختار.
(٣) عن المختصر وبالأصل : شكلها.
(٤) المهان جمع ماهن ، وهو الخادم (اللسان).
(٥) تقرأ بالأصل : «ابصر به» والمثبت عن المختصر.
(٦) بالأصل : عمر
(٧) ليس لأبي سفيان ترجمة في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.