حاتم السّجستاني ، ثنا الأصمعي ، عن أبي عوانة ، عن الأعمش ، قال : كان شريح يقرأ : (بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ)(١) ، ويقول : إنما يعجب من لا يعلم.
قال الأعمش : فذكرت ذلك لإبراهيم فقال : كان شريحا شاعرا معجبا برأيه ، عبد الله أعلم بذلك.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأ ثابت بن بندار ، أنبأ أبو العلاء الواسطي ، أنبأ أبو بكر البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضّل ، نا أبي ، نا يزيد بن هارون ، [نا] ابن أبي شيبة ، عن فلان ، عن أبيه قال : كان شريح فائقا (٢) ، شاعرا ، قاضيا.
كتب إليّ أبو طالب بن يوسف ، قال : أنا أبو إسحاق البرمكي ، قال : حدّثني المعمر الأنصاري ، أنبأ أبو الحسن بن الطّيّوري ، أنبأ أبو الحسن بن محمّد الفرونبي (٣)(٤) ، قالا : أنا أبو محمّد بن العبّاس ، أنبأ عبيد الله بن عبد الرّحمن السكوني (٥) الدينوري العائف الذي يعيف الطير أي يزجرها ، وذلك أن يفسر بأسمائها ومساقطها وأصواتها ومجاريها ، يقال : عفت (٦) الطير أعيفها عيافة ، والأصل في العيافة للطير ومنه قيل : فلان يتطير وهو شديد الطيرة ، ثم قد تجدهم يعيفون بالبروح والسنوح وعصب القرن ولم يرد ابن سيرين أن شريحا يعيف هذه العيافة ، وكيف يريد هذا وقد روى أن العيافة من الحنث والمكيد أراد : أنه مصيب الطير ، صادق الحدس ، فكأنه عائف ، وهذا كما يقال : ما أنت إلّا ساحر إذا كان رقيقا لطيفا ، وما أنت إلّا كاهن إذا بطنه أصاب ، وأما العائف فهو الذي يعرف الآثار ويتبعها ويعرف شبه الرجل في ولده وأخيه.
أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد بن زريق (٧) ، أنبأ أبو بكر الخطيب ، أنبأ أبو بكر محمّد بن عمر بن جعفر الخرقي ، أنا أبو بكر أحمد بن
__________________
(١) سورة الصافات ، الآية : ١٢.
(٢) كذا بالأصل ، وقد مرّ «قائفا».
(٣) كذا بالأصل.
(٤) بياض بالأصل.
(٥) بياض بالأصل مقدار كلمتين.
(٦) بالأصل «عقب» ولعل الصواب ما أثبت.
(٧) بالأصل : رزيق بتقديم الراء ، والصواب ما أثبت بتقديم الزاي ، ترجمته في سير الأعلام ٢٠ / ٦٩.