الكوفة ، فسار بها الرجل قال : فإذا أخبث ما سخّر لآدمي ، فأتى (١) مسجد الكوفة وشريح في مجلس القضاء ، فقال : لم أر فيها شيئا مما وصفت ، فأدناه شريح وأفهمه ما قال له ، ثم أقاله.
أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن (٢) ـ رحمهالله ـ قال : قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي بكر الخطيب أحمد بن علي بن ثابت ، قال : قرأت على أبي الحسين أحمد بن محمّد القطان ، عن أبي بكر محمّد بن الحسن بن زياد النقاش ، أنبأ محمّد بن إسحاق السراج ، أنبأ داود بن رشيد (٣) بن عدي ، عن مجالد بن سعيد قال : قلت للشعبي :
يقال في المثل : إن شريحا أدهى من الثعلب ، فما هذا؟ فقال لي : ذا كان شريحا خرج أيام الطاعون إلى النجف ، فكان إذا قام يصلي يجيء ثعلب فيقف تجاهه ، فيحاكيه ويحيل بين يديه ، فيشغله عن صلاته ، فلما (٤) ذلك عليه نزع قميصه ، فجعله على قصبة ، وأخرج كميه وجعل قلنسوته وعمامته عليه ، فأقبل الثعلب ، فوقف على عادته ، فوقف شريح من خلفه ، فأخذه بغتة فلذلك يقال : هو أدهى من الثعلب وأحيل.
أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد ، ثنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد ، أنبأ أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان ، أنبأ أبو الميمون البجلي ، ثنا أبو زرعة النصري (٥) ، حدّثني أحمد بن شبّويه ، ثنا الفضل بن موسى السيناني (٦) ، عن الأعمش ، عن إبراهيم أنه سئل عن شريح فقال : ذاك رجل (٧) شاعر.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور ، أنبأ أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنبأ جدي ، أنبأ أبو محمّد بن زبر (٨) ، نا إبراهيم بن مهدي بن عبد الرّحمن الأيلي ، نا أبو
__________________
(١) بالأصل : فإذا ، ولعل الصواب ما أثبت.
(٢) كذا لعل الخبر من زيادات القاسم بن أبي القاسم بن عساكر.
(٣) بياض بالأصل مقدار كلمتين.
(٤) بياض بالأصل ، والعبارة في مختصر ابن منظور ١٠ / ٣٠١ فلما طال ذلك.
(٥) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٦٦٦ وبالأصل : البصري خطأ والصواب ما أثبت النصري.
(٦) بالأصل : السناني خطأ والصواب ما أثبت ، انظر تهذيب التهذيب ٧ / ٢٨٦.
(٧) في تاريخ أبي زرعة : امرؤ.
(٨) بالأصل : «زيد» والصواب ما أثبت.