ورجلاها رجلا جمل ، وذنبها ذنب حية ، وبطنها بطن عقرب (١).
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد ، ثنا أبو القاسم علي بن محمّد الفقيه ، أنبأ أبو محمّد بن [أبي] نصر ، أنبأ عمي أبو علي محمّد بن القاسم بن معروف بن خبيب ، حدّثني علي بن بكر ، حدّثنا محمود ، نا عبيد الله ، حدّثني محمّد بن حسّان ، نا هشام بن الكلبي ، عن أبيه قال :
أتى شريح لسوق الإبل بناقة يبيعها فسامه بها أعرابي ، فقال : كيف سيرها؟ فقال : خذ الزمام بشمالك والسّوط بيمينك وعليك الطواف ، قال : كيف حملها؟ قال : الحائط احمل عليه ما شئت ، قال : كيف حلبها؟ قال : قرب المحلب وشأنك ، قال : كم الثمن؟ قال : ثلاثمائة درهم (٢) له الثمن ، فلما مضى بها ، فإذا هي بطيئة السّير ، قليلة الحلب ، وقد قال له : إن رأيت ما تحت وإلّا فسل عن حيان كندة عن شريح بن الحارث ، فأقبل يسأل عنه ، فرآه في المسجد والخصوم بين يديه ، فقال : ديّان (٣) أيضا لا حاجة لنا في ناقتك يا غلام ، خذ الناقة واردد عليه دراهمه (٤).
قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي بكر الخطيب ، أنبأ الحسن بن أبي طالب ، ثنا أحمد بن محمّد بن عمران ، ثنا عبد الله بن جعفر النحوي ، ثنا القاسم بن أبي المغيرة ، قال : قال المدائني :
عرض شريح ناقة ليبيعها فقال له رجل : ما هذه؟ قال : ناقة تمشي على أربع ، قال : أتبيع؟ قال : لذلك أخرجتها ، قال : وبكم تبيعها؟ قال : بكذا وكذا ، قال : كيف لبنها؟ قال : احلب في [أيّ](٥) إناء شئت ، قال : كيف الوطاء؟ قال : أفرش ونم ، قال : فكيف قوتها؟ قال : احمل على حائط أو دع ، قال : فكيف نجاؤها؟ قال : علّق سوطك وسر ، فاشتراها منه ، فقال له شريح : إن عرضت لك حاجة فسل عن أبي أمية في مسجد
__________________
(١) الخبر في حياة الحيوان للدميري ١ / ٢١٣ والجليس الصالح للجريري ٣ / ٢٧٣.
(٢) بياض بالأصل مقدار كلمتين.
(٣) في أخبار القضاة : دباب.
(٤) انظر الخبر ببعض اختلاف في أخبار القضاة ٢ / ٢٢٤ ـ ٢٢٥ عن طريق الشعبي وفيه أنه نقده أربعمائة درهم. واسم غلام شريح : ميسرة.
(٥) زيادة منا للإيضاح.